الجزائر - A la une

ما كسبته قسنطينة في عامين يساوي برنامج 10 سنوات




ما كسبته قسنطينة في عامين يساوي برنامج 10 سنوات
هي مدينة للعلم والعلماء ببصمة بن باديس. وقلعة للجهاد والمقاومة من قبل منذ أحمد باي وحتى الشيخ الحداد الذي اختار قبره فيها قبل أن ينقل إلى مدينة صدوق قبل ثلاث سنوات أو عامين ونيف. بل حتى منذ القديم اختار ماسينيسا ضاحيتها (الخروب) ليبني قصره وثكنته ويعلن فتوحاته وحروبه .. قسنطينة هي كل هذا مجتمعا. لكنها أيضا. هي الجامعات الثلاث وسبع مدن، وهي الجسور المعلقة التي تضاف (هواية وسياحة) كل مرّة (آخرها الجسر العملاق / صالح باي).هي أيضا الولاية الوحيدة التي زارها الرئيس بوتفليقة 17 مرّة. وهي أيضا المدينة التي زارها كل رؤساء الجزائر ولو كمجاهدين أيام التحضير للثورة (الراحل بوضياف).هي أيضا إنجازات، وصفها الوالي الحالي السيد حسين واضح في حوار ننشر جزءه الثاني اليوم بأن ما أنجز في عامين (2014 / 2015)، يعادل ما تمّ إنجازه في 10 سنوات. وما ينتظر المنتخبين والمديريات في مختلف القطاعات من مشاريع يتطلب خمس سنوات إضافية.تظاهرة قسنطينة التي يشرف على اختتام فعالياتها السبت القادم الوزير الأول (ابن المدينة) السيد عبد المالك سلال، اعتبرها الوالي السيد واضح أنها منطلق وليست نهاية.ربما ما نثيره في آخر هذه الكلمات أن غالبية الولاة الذين مرّوا على قسنطينة "صعدوا" بعد ذلك إلى مصاف وزراء، وعدد كبير من أمنائها العامين ارتقوا إلى رتب ولاة. هذه المحطات وغيرها، هي أبرز تفاصيل الملف الذي أعدّه صحافيو "المساء" (ونشرنا الجزء الأول منه قبل يومين)، وننشر اليوم الجزء الثاني في عدد خاص حول عام من الثقافة والإنجازات.❊❊ اختتمتم قبل ساعات أشغال الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي، هل من بعض التفاصيل؟— قدّمنا البيان السنوي الذي من شأنه إطلاع أعضاء المجلس الشعبي الولائي عن كلّ ما قدمته الولاية من مشاريع وإنجازات. عام 2015 كان حافلا بالنشاطات، خاصة مع تظاهرة "عاصمة الثقافة العربية" التي كانت "هدية من الرئيس" للمدينة. مشاريع عديدة ومتنوعة قد لا تكتسبها في 10 سنوات، وما أنجز في سنتين 2014-2015 كان بمثابة برنامج خماسي، إضافة إلى البرامج التنموية الأخرى. هذه الديناميكية مكّنتنا على سبيل المثال لا الحصر من استلام 7 آلاف سكن، تمّ توزيعها خلال هذه السنة إضافة إلى مشاريع أخرى مسّت كلّ القطاعات دون استثناء كالري، الشباب والرياضة، السياحة، الأشغال العمومية والتهيئة الحضرية، كما تمت إعادة تأهيل المباني العمومية والخاصة التي بيعت في إطار قانون التنازل. والنتيجة أن تغيّر وجه قسنطينة جذريا، إلى درجة أنّنا عند استقبال الوفود العربية والأجنبية لا تخفي إعجابها بما وما يتمّ إنجازه وبالقدرات التي تختزنها قسنطينة.. أنّ أحد الدبلوماسيين الأوروبيين انبهر بما أنجز بقسنطينة. وأشار إلى أنّ بلده يفتقد إلى مثل هذه المرافق على غرار قاعة الزنيت "أحمد باي". هذه الانجازات مكّنت قسنطينة من اكتساب مرافق بمعايير دولية، كفندق "الماريوت" وغيره من المنشآت الأخرى كفندق "بانوراميك" الذي سيدشّن يوم 16 أفريل، و«سيرتا" المنتظر استلامه نهاية السنة الجارية بعد الانتهاء من أشغال إعادة تأهيله واسترجاع وجهه الحقيقي.. وبالتالي ما كسبته قسنطينة في سنتين يساوي ما يعادل 10 سنوات من التنمية أو البرامج.ورغم المشاكل الظرفية وتراجع الإيرادات، فما هو موجود بين أيدينا مموّل، ولدينا على أقل تقدير 5 سنوات نشاط، تنتظر إتمامها وإنجازها. على سبيل الذكر لدينا أكثر من 30 ألف سكن في طور الانجاز في جميع الصيغ. إضافة إلى 60 ألف أخرى تمّ إنجازها..منذ عام 2000، هناك إنجاز تنموي معتبر، وهو مجهود لا بدّ من تثمينه. ونحن نعتبر ما تحقق التفاتة طيبة من الدولة خاصة من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي يكنّ عناية ومحبة خاصة للولاية، حيث زارها أكثر من 17 مرة، وبالتالي هذه العناية تجسّدت من خلال هذه المشاريع، ويكفي الحديث عن الجسر العملاق الذي أصبح زيادة على تسهيل حركة المرور، قبلة للسياح. هذا مجهود ملموس، وأصبحت قسنطينة تحتل الصدارة في العديد من المجالات: في مجال السكن باعتراف السيد وزير السكن، عبد المجيد تبون نفسه. وفي مجال التغطية بالكهرباء والغاز، حيث تفوق التغطية بالكهرباء 99 بالمائة، وفي الغاز الطبيعي ب93 بالمائة، والهدف هو الوصول عام 2018 إلى تغطية 100 بالمائة. في مجال السكن مثلا، سجّلنا فائضا ببلدية بني حميدان حيث أنّ السكنات المنجزة والموزّعة تفوق عدد السكان. لذا قرّرنا توزيع المتبقي من السكنات المنجزة على الأسر الجديدة. بذلنا أيضا مجهودات كبيرة في تأمين الماء الشروب، فبعد أن كان التزويد به شحيحا، وصلنا اليوم إلى نسبة 93 بالمائة في التغطية به وبات الماء في حنفيات القسنطينيين 24 ساعة على 24، والمشروع الكبير لتحويل سد بني هارون منتصف 2017 سيمكّننا من الوصول إلى نسبة 100 بالمائة.في مجال التعليم العالي، نعيش أريحية كبيرة، فالموجود يغنينا عن الانجاز لمدة 5 سنوات قادمة بفائض 30 ألف مقعد بيداغوجي، وفي شق الإيواء، لدينا ما لا يقل عن 24 ألف سرير فائض، وهو ما يمكّننا من إنجاح الدخول الجامعي القادم ومستعدون لمساعدة الولايات المجاورة. عموما، الحمد للّه، نولي الأهمية ولمسنا النتائج، وهذا جعلنا نجتاز الدخولين الاجتماعي والجامعي في هدوء. نفس الشيء سجلناه بالنسبة لقطاع التربية، كان هناك ضغط في البداية خاصة بالمدينة الجديدة علي منجلي، لكن بتدخّل من الوزير الأوّل السيد عبد المالك سلال تمّ إبقاء المشاريع والبرامج التابعة لقطاع التربية، وانطلقنا في إنجاز ما لا يقل عن 28 مؤسسة تربوية ما بين متوسطة وثانوية خاصة بالمناطق التي تعرف اكتظاظا. وسنستقبل 10 مؤسسات تربوية. وبحلول عام 2017 سنكون قد قضينا على العجز المسجل والاكتظاظ. وبالموازاة مع هذا، هناك بعض المناطق نحن في أريحية بها، والاكتظاظ في الأقسام عرف انخفاضا كبيرا.❊❊ عين النحاس وماسينيسا، مدينتان جديدتان، سجل بهما سرعة الإنجاز، كيف برمجتم عملية توزيع السكنات بهما؟— المدينتان تنضافان إلى مدن جديدة أخرى هي ديدوش مراد، الرتبة، زيغود يوسف بعين عبيد وتوسيعتين الشرقية والغربية لعلي منجلي. في المجموع هناك 7 مدن جديدة، وهي برامج ستمكّن عند انتهائها من القضاء على أزمة السكن نهائيا، فوزير السكن السيد عبد المجيد تبون تحدّث عن المسألة، وهو حقيقة وستصل قسنطينة إلى وضعية تفوق فيها عدد السكنات الطلب. لجان الدوائر، تعمل على قدم وساق، وبمجرد الانتهاء من الأشغال ستوزّع السكنات، ولكن فضّلنا انتظار نهاية السنة الدراسية لتفادي مشكل تمدرس التلاميذ، وسيكون الالتحاق بالسكنات بحول اللّه شهر جويلية، مثلما حدث عند توزيع 300 سكن بعلي منجلي وماسينيسا. أما المناطق الأخرى، فأمر توزيع السكنات بها مرتبط بإنجاز المرافق الضرورية، فمن غير المعقول منح السكنات في ظل غياب أهم المرافق الضرورية، خاصة تلك المتعلقة بالتمدرس.❊❊ نعيش حالة استثنائية مع انخفاض سعر البترول، ألم يؤثّر ذلك على المشاريع المبرمجة؟— بكلّ صراحة، حافظت الدولة على حصة من المشاريع تبقينا في حالة نشاط عادي لخمس سنوات، وبالتالي فإنّنا لا نحس بالأزمة وبالتقشف.❊❊ هل تعاني قسنطينة من نقص في أوعية الاستثمار؟ وهل سجّلتم طلبات استثمار وطنية وأجنبية جاذبة لليد العاملة؟— شكرا على السؤال، حيث أعطيتموني فرصة للحديث عن الموضوع، فقسنطينة معروفة بحركيتها، إذ أنّها قطب صناعي بامتياز خاصة في الصناعة الصيدلانية وغيرها، وتدعيما لهذه التقاليد على غرار ما تقرّر على مستوى باقي الولايات، استفادت الولاية من 3 حظائر صناعية جديدة إضافة إلى توسعة منطقة الصناعات بعلي منجلي، وإعادة تأهيل المناطق الست للنشاط الموجودة على مستوى مقرات الدوائر. وفي هذا السياق، شرعنا في عملية التهيئة بعلي منجلي، وفي تسليم عقود الامتياز. في علي منجلي فقط تمّ اعتماد ما لا يقل عن 40 مشروعا مستوف لجميع الشروط، خصصناها للصناعات الصيدلانية، وفي المنطقة الصناعية الجديدة "سيدي رمان" الواقعة بين علي منجلي وعين اسمارة، تمّت الدراسة وأسندت مؤخرا التهيئة لمقاول، لكن الوزير الأوّل أمر بالشروع في توزيع مقررات الاستفادة والانطلاق في المشاريع قبل التهيئة.منطقة "سيدي رمان" تتربع على مساحة 80 هكتارا، اعتمدنا بها 50 مشروعا ستنطلق قريبا. إضافة إلى منطقتين جديدتين هما ديدوش مراد وأولاد رحمون، حيث تمكنا من توفير مساحة 50 هكتارا وضعت تحت تصرف مجمع المؤسسة الوطنية للنقل البري لإنجاز قاعدة لوجستيكية من شأنها توفير 2000 منصب شغل، وتمّ منح قرار الامتياز ورخصة البناء، وانطلقت الأشغال. ومن المحتمل وضع حجر أساس المشروع إذا ما شرّفنا الوزير الأوّل بمناسبة اختتام تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية". وعند حوصلة المساحات المخصصة للاستثمار، نجد أنّها تقارب 1200 هكتار ب700 مشروع استثماري، والباب مفتوح لجميع المستثمرين سواء المباشرين أو في إطار الشراكة، ومستعدون لاستقبال أي مشروع وأكثر من ذلك، سنعكس الوضعية..العرض يفوق الطلب.❊❊ متى يتم تمديد خط الترامواي إلى المدن الجديدة؟— المشروع انطلق، وسيكون للوزير الأوّل خلال زيارته لقسنطينة، فرصة وضع الحجر الأساس لتمديد الترامواي المقرر أن يصل إلى علي منجلي في مرحلة أولى، ثم في مراحل أخرى إلى المطار والخروب، وهو ما سيحل مشكل الاكتظاظ نهائيا في اعتقادنا.❊❊ منحتم في وقت سابق، آجالا محدّدة للمستفيدين من المشاريع والأوعية ولم ينطلقوا بعد في العمل ومنهم من غيّر طبيعة النشاط، أين وصلت العملية؟.— عند تنصيبي على رأس الجهاز التنفيذي للولاية، أُعلمت بأنّ هناك من استفاد من أراض لكن لم يقدّم شيئا، وبالبحث في القضية، وجدت أنّ المشكل يعود إلى أنّ هذه المناطق تفتقد لأدنى شروط التهيئة، فكيف أطلب الاستثمار في منطقة تنعدم فيها سبل العمل من طرق معبدة، ماء وكهرباء، فتبيّن أنّ من المستفيدين من ليس لديه أي ذنب في تأخر المشاريع، وقرّرنا تهيئة هذه المناطق وإزالة جميع المبررات. من لديه إرادة فمرحبا به ومن لا مبرّر له، فسيتم إلغاء عقد استفادته، وسنرفض كلّ الحجج مستقبلا وسنعالج الأمور حسب الوضعية وسنلجأ للقضاء لإلغاء القرارات.❊❊ وجّهتم انتقادات للأميار حول عدم مرافقة طموحكم كمسؤول أوّل عن الولاية للمشاربع التنموية، هل هو تقاعس أم أزمة تسيير وانسداد؟— هو كلّ هذا، هناك نوع من التقاعس، وهناك انسدادات ومشاكل على مستوى بعض المجالس، التي تصعب عمل رئيس البلدية، والبعض لا يفهم أنّ "الوقت من ذهب"، وظلّ البعض الآخر على خمولهم، وحاولنا أن نحسّس مسؤولي البلديات بضرورة التكفّل بالمشاريع لأنّها باقتراح منهم، ونابعة من متطلبات المواطنين ولها انعكاس مباشر على الحياة اليومية للمواطنين، ولم تبخل الدولة، حيث منحت كل الامكانيات، وبفضل اللقاءات التنسيقية المستمرة والزيارات التفقدية، تغيّرت الأمور على مستوى البلديات والدليل وجود حركية، هل أنا راض...صراحة لا، أنتظر الأكثر لأنّ المواطن ينتظر أكثر بوجود الأموال والمرافقة الإدارية والتقنية والمتابعة الموجودة وبالتالي أتمنى أن تتحرّك الأمور أكثر لبلوغ الأفضل.❊❊ تديرون الجهاز التنفيذي بعاصمة الشرق، كيف استطعتم التوفيق بين مراعاة انشغالات المواطن ومسايرة فعاليات تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية؟— أظن أنّ هناك عملا جماعيا وتضافرا للجهود، لم أكن وحدي في الميدان. رافقني طاقم إداري وإطارات، الذين سهروا وضحوا بوقتهم وبجهدهم، كانوا يسهرون الليالي بينما كان الناس نياما. أظن أنهم تعبوا كثيرا في المهمة التي أوكلت لهم وكانوا جنود خفاء. هذا كان واجبنا ورفعنا التحدي لكسب الرهان. فقرار رئيس الجمهورية بتخصيص قسنطينة لاحتضان هذه التظاهرة، كان بمثابة الهدية الجميلة التي استقبلتها الولاية. وأبسط ما كان علينا لرد الجميل، هو أن نكون في مستوى هذا التشريف من جهة ومن جهة أخرى، كانت سمعة الجزائر على المحك. فبعدما تقرر أن تكون الجزائر ومن ورائها قسنطينة، مقرا لعاصمة الثقافة العربية لسنة 2015، وهي فرصة لا تمنح لأي مدينة، قررنا رفع التحدي والعمل بكل ما أوتينا من قوة لنكون في مستوى هذا الحدث ومتابعة كل المشاريع التي تقرر إنجازها على هامش التظاهرة، متابعة آنية، دون إهمال المشاريع الأخرى التي تخص شؤون الحياة اليومية للمواطن القسنطيني وتحسين نوعية معيشته، والحمد لله التوفيق كان من الله وبفضل إرادة الجميع، أظن أننا تمكنا من التوفيق بين الأمرين.❊❊ خلال تنصيبكم شهر أكتوبر من سنة 2013، أكدتم خلال أول تصريح قدمتموه، أن لديكم أولويتان: الأولى هي السهر على متابعة مشاريع قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 والثانية هي الاهتمام بالمشاريع التي أقرها الوزير الأول السيد عبد المالك سلال في إطار البرنامج الإضافي الذي استفادت منه قسنطينة، إلى أي مدى ترون أنكم حققتم أهدافكم في هذا المسعى؟— بكل صراحة، أظن أننا وصلنا إلى تحقيق أهدافنا المسطرة، والدليل على ذلك المشاريع التي سيتم تدشينها يوم 16 أفريل المقبل بمناسبة يوم العلم واختتام تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015 بعد عام كامل من النشاطات الثقافية والفنية الكثيفة. نجاحنا في كسب الرهان، يعود إلى تكاثف الجهود والعمل الجماعي، حيث تمكنا وبفضل هذه المشاريع من حل العديد من المشاكل المتعلقة بالحياة اليومية للمواطن. على سبيل الذكر، أقول إن المشاريع التي استفادت منها المدينة الجديدة علي منجلي والتي عرفت مشاكل يذكرها العام والخاص سابقا، انخفضت بنسبة كبيرة وساد الأمن والاستقرار بهذه المنطقة، هذا الأمر لم يكن وليد الصدفة ولم يأت من فراغ وإنما جاء نتيجة عمل وحصاد ثمار العديد من المشاريع التي تصب في اهتمامات حياة المواطن، أمر كنا نريده ونؤكد أن العمل يبقى متواصلا ولابد أن نستمر في مجهوداتنا حتى نكون في حسن ظن المواطن القسنطيني من جهة ومن جهة أخرى أن نكون في مستوى الثقة التي وضعها فينا المسؤولون.❊❊ بعض المشاريع التي تم برمجتها سابقا على غرار ملعب 50 ألف متفرج بقطار العيش ومستشفى جامعي يضاهي مستشفى ابن باديس، لم تنطلق بعد، هل لنا أن نعرف أين وصلت هذه المشاريع؟— هي مشاريع مؤجلة بسبب حالة التقشف التي تمر بها البلاد، تمّ تأجيلها إلى وقت لاحق ولم تلغ. أظن أن قسنطينة اليوم ليست في حاجة إلى ملعب كبير كأولوية، فلديها ملعب الشهيد حملاوي الذي يعد من أحسن الملاعب على المستوى الوطني. كما لديها ملعب الشهيد بن عبد المالك رمضان الذي انتهت به أشغال الترميم وسيكون في متناول الأندية القسنطينية سواء بالنسبة لتنظيم مباريات الأندية الصغيرة أو تدريبات الأندية الكبيرة على غرار الشباب ومولودية قسنطينة.❊❊ بذلت الدولة الجزائرية مجهودات كبيرة في مجال بناء السكنات، ولكن هناك ظاهرة انتشرت بقسنطينة، وهي عودة المستفيدين من سكنات جديدة بعد ترحيلهم إلى مساكنهم القديمة أو تأجيرها إلى آخرين في ظل عدم هدم هذه البنايات من طرف السلطات المعنية أو تشميعها، مثلما هو الأمر بحي قيطوني عبد المالك، وحي الثوار وحتى المدينة القديمة. ما هي الإجراءات المتخذة من أجل القضاء على هذه الظاهرة ؟— كان من المفترض على المستفيدين من السكنات الجديدة والمرحلين من المساكن الهشة بوسط المدينة، عدم التصرف بهذا الشكل. سنطلب منهم بشكل ودي الرجوع إلى مساكنهم الجديدة وإخلاء المساكن القديمة، وإذا لم يستجيبوا سنضطر إلى تطبيق قوانين الجمهورية وإجبارهم على الخروج من هذه السكنات وهدمها.❊❊ بالنسبة للمدينة القديمة، كيف سيتم التعامل مع الوضع؟— المدينة القديمة لها إجراء خاص. ولا نستطيع تهديمها والدولة ليس في نيتها امتلاك هذه السكنات الواقعة بالنسيج العمراني والذي يعد من التراث المادي لقسنطينة وشاهد على التاريخ وعلى العصور، أظن أننا سنعمل على ترميم هذه السكنات ومن بعد، إرجاعها لأصحابها وملاكها ولديهم الحق بعدها في التصرف، سواء أن يسكونها أو يمنحوها لأبنائهم لكن بشرط عدم تخريبها أو محاولة التغيير فيها، لأنها تعد ضمن القطاع المحفوظ وتعتبر بمثابة الملك الوطني. لذلك لا يحق لهم هدمها أو توسعتها، هذا الأمر يتعلق سواء بالنسبة للسكنات أو حتى بالنسبة للمحلات التجارية الواقعة بالمدينة القديمة.❊❊ لو نتحدث عن قطاع التجارة، استفادت ولاية قسنطينة من ميزانية خاصة لتشييد الأسواق الجوارية. وقد انتهت الأشغال بجلها عبر مختلف البلديات، لكن الملاحظ أن هذه الأسواق لم تؤد دورها وبقيت مغلقة وعرضة للتخريب، في المقابل توسعت التجارة الفوضوية على الأرصفة وفي المساحات العمومية، كيف ستتعاملون مع هذا الأمر ؟— حقيقة هذا أمر واقع، والمسؤولية تعود بالدرجة الأولى للبلديات التي لم تقم بدورها في هذا المجال، وقد لمتها في العديد من المرات ولم أتفق معها في طريقة التعامل مع هذا الملف. في وقت سابق كنا نتحجج بعدم وجود الإمكانيات وعدم وجود بدائل للقضاء على التجارة الفوضوية، لكن اليوم وفرت الدولة البدائل من خلال تجسيد مشاريع الأسواق الجوارية عبر مختلف أنحاء الولاية ولم يبق أي مبرر. أظن أن مهمة المجالس البلدية كانت تتلخص في إحصاء التجار الراغبين في استغلال هذه الأسواق والذين يمارسون نشاطهم بصفة فوضوية على الأرصفة ووضع بعد ذلك قوائم حسب الأولويات ومباشرة توزيع المساحات والمحلات داخل هذه المنشآت التجارية. أظن أن هذا الأمر لا يتطلب جهدا كبيرا ولا علما واسعا. لكن للأسف هناك بلديات استجابت وبلديات لم تستجب لهذا الأمر رغم أن لديهم صلاحيات واسعة وفي عدة مجالات، ما شجع بعض الشباب على مواصلة النشاط في التجارة الفوضوية عبر المساحات العمومية وكذا الأرصفة، أظن أنه وفي حالة عدم فتح هذه الأسواق قريبا، سنتخذ الإجراءات اللازمة، لقد أمهلت رؤساء البلديات المعنية مدة شهر وفي حالة عدم الاستجابة والتحرك لتقديم قوائم بأسماء التجار الفوضويين المعنيين بعملية الاستفادة من هذه الأسواق والتأكيد لهم أنه ليس لديهم خيار آخر أو مبرر لمواصلة تجارتهم الفوضوية، وإلا سنتخذ إجراءات صارمة من أجل عدم استعمال الرصيف لأمور أخرى غير التي خصصت لها من جهة، ومن جهة أخرى سنقدم للبلديات رخصة من أجل تأجير هذه المساحات للتجار الراغبين في توسعة نشاطاتهم أوالمستثمرين الراغبين في العمل بها على الأقل حتى توظف وتسمح بزيادة مداخيل البلديات، سننتظر إلى شهر ماي المقبل قبل أن نتخذ الإجراءات الحاسمة في هذه القضية.❊❊ في نفس الاتجاه التنموي، كثر الحديث عن محطة المسافرين بزواغي، المحطة القديمة القريبة من ملعب "حملاوي"، إضافة إلى مستشفى عين عبيد وملعب قطار العيش، أين وصلت الأشغال بها ومتى سيتم تجهيز كل هذه المشاريع؟— كما تعلمون، هناك مشاريع كثيرة تم تأجيلها للأسباب التي يعلمها العام والخاص مثل ملعب "قطار العيش"، محطة المسافرين لزواغي وكذلك مستشفى عين عبيد، فيما يتعلق بمحطة المسافرين الشرقية فقد انتهت بها الأشغال بصفة رسمية، حيث سيتم تدشينها رسميا يوم 16 أفريل المقبل من طرف الوزير الأول، حيث لم يتبق منها سوى وضع السياج الخاص، على أن ننطلق بعدها مباشرة في محطة المسافرين الأخرى المتواجدة في بوالصوف، حيث أننا رفضنا مباشرة الأشغال بالمحطتين حتى لا نطرح أي مشكل من أي نوع كان، وفي هذه النقطة سأقول شيئا مهما..❊❊ تفضلوا...— محطة المسافرين الشرقية من أروع المحطات على مستوى العالم وتشبه كثيرا مطار هواري بومدين، كما أن المشاريع المذكورة هي عينة فقط من بين المشاريع الكثيرة التي سننطلق فيها مستقبلا، ولم يتم إلغاؤها كما يعتقد البعض، وإن كان الملعب الجديد مثلا تم تجميد مشروعه أو تأجيله في الوقت الحالي، فسنقوم بتدشين ملعب بن عبد المالك رمضان البلدي وتمكين النوادي المحلية سواء شباب أو مولودية قسنطينة من لعب لقاءاتهما الرسمية به أواستغلاله بصفة عادية على الأقل في التدريبات.❊❊ بالحديث عن الملاعب، هل هناك تفكير أو نية في برمجة مقابلة دولية سواء رسمية أو ودية؟— حقيقة توجد هناك نية، فقد كان لي حديث مع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة عندما عقد اجتماعه قبل وقت غير بعيد مع أندية الشرق بفندق "الماريوت" حول الموضوع. عرضت عليه الفكرة وكان متحمسا جدا. وأكد لي بأنه سيبرمج مقابلة للمنتخب الوطني الأول سواء رسمية أو ودية، فمدينة قسنطينة الآن تتوفر فيها كل الشروط اللازمة لاحتضان مقابلة من هذا المستوى، خاصة وأنها مدينة جميلة للغاية.❊❊ سيدي، تحدثتم حول المدن الجديدة والتي تبقى تابعة إداريا لبلدية الخروب. ألا ترون بأن المجلس البلدي أصبح غير قادر ربما على تسيير بلدية بهذه المساحة المعمارية والكثافة السكانية؟— على كل حال، فقد تحدثت عما قاله معالي وزير الداخلية في وقت سابق في الموضوع. حقيقة فقد تكلمنا في هذا الاتجاه وحول ما يسمى بولاية منتدبة. لكن أعتقد أن الحكومة سطرت برنامجا كمرحلة أولى من خلال استهداف بعض ولايات الجنوب وتحويلها إلى ولايات منتدبة. وهذا ما تم كما هو معلوم، والمرحلة ثانية ربما ستكون مناطق الهضاب العليا، على أن يتم بعدها استهداف المناطق الشمالية، أعتقد أنه حينما يأتي موعد المدينة الجديدة علي منجلي، فالأمر سيتم خاصة وأنها مدينة مؤهلة لذلك، وأظن أن هذا هو الحل للمسؤولين حتى يتمكنوا من تسيير هذه المدينة الكبيرة والتي تعتبر ولاية كاملة وقائمة بذاتها في حقيقة الأمر، في بعض الولايات مثلا دون ذكر اسمها عدد سكانها لا يتجاوز ال300 ألف نسمة، لكن نحن الآن في المدينة الجديدة نتحدث عن كثافة سكانية بحجم 350 ألف أو أكثر ربما مع نهاية السنة خاصة مع استلام السكنات الجديدة من قبل العائلات التي سيتم ترحيلها، فالعدد ممكن أن يرتفع بإضافة 30 أو 40 ألف نسمة أخرى، لذا فإنه سيكون على المسؤولين المحليين التكفل ماديا وبشريا بهذه الأقطاب السكنية الجديدة في ظل غياب المقاطعات الإدارية.❊❊ كنتم قد انتقدتم المنتخبين في وقت سابق سواء في بلدية قسنطينة، الخروب أو غيرهما، ألا تعتقدون بأن هؤلاء هم سبب تعطيل عدد مهم من المشاريع خاصة وأن هناك تحديا كبيرا ينتظركم في مختلف المجالات؟— في الواقع أنا لا أنتقد من أجل الانتقاد ولكن من أجل دفع الجميع حتى يتحلى بروح المسؤولية من جهة ويحس بثقل المسؤولية من جهة أخرى، بطبيعة الحال فأنا أعمل قبل انتقاد أي شخص على توجيهه ودعمه، كما أرى بأنه يملك الإرادة للقيام بأشياء كثيرة ولكن لا يملك الكفاءة اللازمة في التسيير، خاصة وأن المنتخب أوالمسير ليس متخرجا من المؤسسات الخاصة بالتسيير ونحن على كل حال تعلمنا في الميدان وهو ما يجعلنا نكون فعّالين ويبقى التخرج من المؤسسات التي تعلمنا بها غير كاف ليمنحنا التجربة الكافية بين عشية وضحاها، التسيير الإداري خاصة والذي له علاقة مباشرة مع المواطن، يتطلب التجربة التي يفتقدها البعض، لكنه عليه وجوب امتلاك الإرادة لذلك والقابلية للعمل.❊❊ ربما الإشكال في الكفاءة؟— نحن نتفهم وضع أي كان ومن المستحيل أن يصبح مسيرا محنكا في وقت قصير، لكن أنتقد الأشخاص الذين أبدوا رفضهم المطلق أو الذين لم تكن لديهم المقاومة لتحسين الأمور، لا يمكنني أن أبقى ساكتا عن مثل هذه الحالات وهناك أمثلة كثيرة، فهل يعقل أن المسير الذي هو مكلف بتسيير شؤون المواطنين في مختلف المجالات، يحتفظ برخصة بناء لمدة سنة أو سنتين وربما ثلاث سنوات؟ ماذا أفهم أنا مثلا من هذا؟ المنتخب مطالب بتسهيل الأمور وأن يخدم غيره، لكن للأسف الشديد يقوم بالعكس وأكثر من ذلك، خاصة عندما يتعلق الأمر بقرارات رخص البناء لمرافق عمومية، فنحن نخضع للقانون جميعنا بما في ذلك الدولة والتي يلزمها رخصة مثلا لبناء متوسطة.** أثر هذا على سير المشاريع؟— بالفعل، هناك مشاريع متعلقة مثلا بقسنطينة عاصمة الثقافة العربية. الوقت كان يداهمنا، لكن عندما تم تقديم الملفات الخاصة بالمشاريع للبلدية، مسؤول في بلدية وضعها في الأدراج وكان هناك تماطل كبير من طرفه، هذا معناه أن هناك نية مبيتة في عرقلة مجهود الدولة. أنا دائما أضع الأمور في مسارها وليس الانتقاد كما يراه البعض، يجب تشديد اللهجة بعض الأحيان مع احترامهم طبعا، فالقاسم المشترك بيننا هو خدمة المواطن وإن لم يكن ذلك، فما هو سبب تواجدهم وتواجدي أنا كذلك في مناصبنا.❊❊ صراحة، هل لقيتم دعما أو مرافقة إن صح التعبير من النواب؟— سأجيبك بصراحة، على العموم كان هناك دعم وتشجيع كبيرين من قبل الكثير منهم فيما قمنا به أو القرارات المتخذة، باستثناء البعض منهم.❊❊ ماذا عن البلديات التي لم تصل إلى حد معين من الإنجاز واستغلال للميزانيات المخصصة بها؟— جرت العادة في وقت سابق أن نسبة الاستهلاك ووتيرة الإنجاز تكون أقوى بالنسبة للمشاريع التنموية في البلدية ونسبيا أقل بالنسبة للمشاريع المنجزة على مستوى المديريات على اعتبار أنها مشاريع ضخمة. هذا يدل على أن المسؤول لا يفهم بأن الوقت يداهمنا وهنا في قسنطينة حدث العكس. وجعلنا تقريبا في كل اجتماع للمجلس البلدي نحضر ممثلي بلدية لوحدها وندرس وضعيتها وبعدها نتخذ إجراءات بمتابعة لصيقة من طرف الأمين العام للولاية وسأعطي مثالا...❊❊ تفضلوا...— هناك بلدية ودون أن أذكر اسمها، كانت تملك مبلغ 52 مليار سنتيم تبقى من مشاريع لم تنطلق وهي ليست كبيرة، فهي تتراوح في متوسطها بين مليارين وبالتالي فهي في متناول البلديات، فبلديات 2016 ليست هي بلديات سنوات السبعينيات التي كانت تفتقد للتأطير، عكس الحالية التي تملك بين 4 و5 مهندسين معماريين وغيرهم وكلهم إطارات تخرجوا من الجامعات، لكن للأسف الشديد عندما كنا ننتظر مردودا ونتائج أفضل حدث العكس، ما جعلني أتحدث مع رؤساء البلديات وأقول لهم بالحرف الواحد بأن الشيء الذي تجدونه صعبا فأنا موجود ومستعد لمرافقتكم وما عليكم سوى أن تنطلقوا في البرامج الموجودة أو أقوم بسحبها وقبل ذلك فأنا سأشهد عليكم المواطنين، فمن السهل أن لا تقوم بعملك وتلصق ذلك بالدولة.❊❊ وما الحل في رأيكم؟— الدولة يجب أن تقيم نفسها، المشروع الموجود في الأدراج منذ 10 سنوات من غير المعقول أن يبقى جامدا، ففي هذه الحالة أنا سأكون ملزما بقول ذلك للمواطنين، وأظن أن الأمور تحركت كثيرا وهذه البلدية التي أقصدها ما أنجزته في ظرف 3 أشهر لم تنجزه أو تفعله في ظرف 10 سنوات أو أكثر، فهناك مثلا مشاريع كانت مبرمجة سنة 2013 لم تنطلق وقتها، أما الآن فهناك 12 مشروعا منها مثلا سينطلق في غضون الأيام المقبلة.❊❊ نحن عشية الاحتفال بعيد العلم واقتراب موعد امتحانات البكالوريا، فهل أنتم جاهزون لكل هذا وأين وصلت عملية البطاقات البيومترية بالنسبة للمترشحين؟— احتفالات يوم العلم روتينية ولكن هذا لا يعني التعامل معها بروتين، التحضير لها بطريقة جدية وهي تحظى بالدقة في التحضير وهو ما شرعنا فيه منذ أيام قليلة من خلال تمكين التلاميذ من الحصول على البطاقة البيومترية ونحن هنا في قسنطينة أنهينا هذه العملية ولم يتبق هناك سوى بعض الحالات النادرة والمتعلقة أساسا بالتلاميذ الذي لا يزالون دراستهم أو الذي سجلوا كمترشحين أحرار، فمن جهتنا اتصلنا حتى بمقر سكناتهم وبأوليائهم حتى نضبط معهم كل شيء، فنحن الآن بصدد إعداد البطاقات على مستوى المركز المعني بهذه العملية، على أن ننصب لجنة خلال الأيام المقبلة لإنهاء كل شيء.❊❊ قسنطينة مدينة تنام باكرا، ما هي الإجراءات التي اتّخذتموها أو ستتخذونها لتغيير الوضع؟— هذا الوضع ليس حكرا على قسنطينة فقط، حتى العاصمة تنام باكرا.. قسنطينة مدينة محافظة، حيث لا تخرج المرأة ليلا، وحتى عند خروجها فلوجهة معينة. في الماضي لم يكن هناك مساحات أو فضاءات تقصدها العائلات. إضافة إلى قضية الأمن حيث سادت ظاهرة الاعتداءات التي زرعت الخوف في أوساط العائلات، لقد عملنا على استتباب الأمن من خلال كاميرات المراقبة وتمّ تغطية المدينة كلها.لأوّل مرة تمّ تزيين المدينة بالمؤثرات الضوئية، وفي فصل الصيف تخرج العائلات للسهر والسمر، حتى أنّ "نصب الأموات" استعاد عافيته بعد أن كان منطقة محظورة من طرف المنحرفين، وباتت اليوم منطقة آمنة تقصدها العائلات، وأمّنت كلية علاوة على تهيئتها حتى أنّنا نظّمنا خلال الصائفة الماضية حفلا موسيقيا كلاسيكيا بها.وبدأت العائلات القسنطينية تكتسب تقاليد ثقافية جديدة، خاصة مع توفير الفضاءات اللائقة.. سنترك الوقت يقوم بدوره.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)