الجزائر - A la une

حائزان على نوبل مرا بقسنطينة



حائزان على نوبل مرا بقسنطينة
كانت جلسة "المساء" مع الدكتور ربيع بن عبدون، ممتعة حيث حكى لنا ابن قسنطينة منذ عشرة أجيال على الأقل عن خبايا وطرائف هذه المدينة العاصمة التي اتّسمت بالمقاومة منذ زمن بعيد إلا أن بريقها خفت مع مرور الأيام. قال الدكتور ربيع بن عبدون، إنّ قسنطينة مدينة المقاومة منذ الأزل، ومركز أمني بحكم موقعها الجغرافي المميّز، استقطبت المسلمين واليهود الفارين من الأندلس، فاستقر بها 80 بالمائة من النازحين من إشبيلية والبقية قدموا من طليطلة. وقدم مثالا عن أكلة التليتلي التي هي في الأصل تنطق ب"طليطلي" حيث أنّ القسنطينيين يستعملون كثيرا حرف التاء، وبالتالي فهي أكلة طليطلية، أيضا هناك خبز باسم "القرشبيل"وهو في الأصل "قرص اشبيلي"، ليضيف أن سهل الحامة كان يدر أجود الخضر والفواكه والتي كانت معروفة في كل القطر الجزائري.الطرب جزء مهم من حياة القسنطينيينوانتقل المتحدث إلى الغناء في قسنطينة والذي اشتهر فيها فن الأندلسي، حيث ورثت تلمسان ما يسمى الغرناطي والعاصمة، الصنعة أما قسنطينة فعرفت بالمالوف، ليضيف أنّ مدينة الجسور المعلقة تمتاز بديوان زجلي هو الأكثر تنوعا، علاوة على طبوع أخرى مثل المحجوز الذي تتقاسمه مع تونس، في حين تتقاسم المالوف مع المغرب وليبيا وتونس أيضا. وكانت قسنطينة تضم فرقا نسائية مثل الفقيرات والبنوتات وكذا فرق رجالية مثل الهدوة الذين يعزفون طابعا يشبه اللون الذي كان يعزفه بوعلام تيتيش.يعود السيد بن عبدون ويتحدّث عن مقاومة قسنطينة للمحتل منذ عهد ماسينيسا، مرورا بأحمد باي وصولا إلى ابن باديس. وأضاف أن هذه المدينة احتضنت أيضا الحركة الوطنية فكان فرحات عباس نائبا بها، كما عاش أكثر من نصف الأعضاء ال 22 مفجري الثورة الجزائرية فيها ولو لمدة قليلة، علاوة على كونها المدينة الوحيدة التي تربطها علاقة مع عالمين ظفرا بجائزة نوبل، الأول هو الطبيب العسكري ألفونس لافارون الذي تحصل على نوبل للطب سنة 1907 حيث اكتشف علاجا لمرض الملاريا بقسنطينة، والثاني كلود كوان طانونجي الذي ولد بقسنطينة وعاش فيها فترة، بدون أن ننسى الأدباء مثل رضا حوحو، مالك بن نبي، كاتب ياسين، حيحي المكي وابن خلدون الذي عاش فترة في هذه المدينة.قسنطينة.... وعاء للحرف والصناعات التقليديةاعتبر السيد ابن عبدون أنّ جزءا كبيرا من أرشيف قسنطينة، أحرقه الاستعمار الفرنسي يوم احتلاله لقسنطينة في 13 أكتوبر 1837، حيث وجد في كل بيت مكتبة، ليقوم بمهمته القذرة ويضيع بذلك أرشيفا مهما يخص المدينة. بالمقابل أشار المتحدث إلى غياب الحرف القديمة التي كانت تتميز بها المدينة ولم يبق منها إلا حرفة خياطة القندورة القسنطينية التي حافظت عليها النساء، وكذا صناعة االنحاسيات. وأضاف أن العديد من المهن التقليدية ضاعت مثل العطارة وصنع الأحذية الجلدية، ليقدم مثالا عن حذاء كان يصنع من قطعة واحدة من الجلد أي أنه ليس له قفل، أيضا صناعة الذهب التي كانت رائجة في زمن غير بعيد.وقال السيد ابن عبدون، إن تظاهرة "قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015"، غيّرت من عادات القسنطينيين حيث اتجهت العديد من العائلات إلى قاعة الزينيت لمشاهدة الأفلام والعروض الفنية الأخرى، وهو ما لم يحدث منذ مدة طويلة بفعل غلق قاعات السينما بالمدينة، وأضاف أن عملية الترميم التي تمس العديد من المعالم تحتاج إلى وقت طويل لإتمامها، ليؤكد على رقي حفل الافتتاح الذي استمتع به كثيرا وذكره بيوم الاستقلال وكذا بتظاهرة أسبوع المالوف سنة 1968.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)