الجزائر - A la une

أربعون لوحة تحكي "القبب" في كامل أبهتها وجماليتها


يعرض الفنان التشكيلي كريم مزياني أربعين لوحة بدار عبد اللطيف بالحامة، المعرض الذي حمل عنوان "أصباغ في دزاير"، افتتح نهاية الأسبوع الماضي، تحت إشراف مدير الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي نزيه بن رمضان وبحضور عدد من الفنانين التشكيليين ومحبي الريشة والألوان.تناول مزياني في لوحاته موضوع الأضرحة "القبب" وصاغها بألوانه الزاهية التي تقترب من قزحيات الطبيعة، هي القبة التي تتوسط الفضاء بما ترمز إليه من اقتراب من الروحيات وأقطابها، لعله نشد الصفاء في عالم يطغى عليه الابتذال. هي الشموع في تهادي أضوائها الخافتة التي أطرت صالتي العرض -في فيلا عبد اللطيف- مما زاد في جمالها، أنوار لا تزال مرتبطة بهذه الدور والقبب، ثم أن القبب هي من البناءات الجاذبة للقوى الايجابية بأشكالها الدائرية والبيضاوية. وغلب الأزرق كفضاء خلفي على لوحات مزياني كما البرتقالي ليفسح المجال لموضوع الأعمال الأوحد "القبة".اللوحات في مجملها صالحة للتسويق كونها تحمل بين الجمالية والعجائبية الغرائبية التي يميل إليها أهل الضفة الأخرى، خصوصا وأن ابن منطقة الشاوية يقطن في نيس السياحية.كما عرضت بالمناسبة 18 لوحة وهي حصيلة ورشة أشرف عليها مزياني لعدة أيام، شارك فيها كل من سامية شكشاك، حسام بوبنة، الجاد ياسمين ميهوبي إيمان نسرين، كتيبة آيت شافع، وتنوعت مواضيع اللوحات، حروفيات، الوطن. كما اعتاد كريم أن يوقع لوحاته من الخلف حتى يترك لها الحرية كاملة ولعله ليتساءل المشاهد عن صاحبها.تقول يمنة مكاحلي، أن اللقاء بالكلمات في عالم مزياني يتجاوز الشعر، هو عالم اللامعقول والوحدة، أزرق على أزرق، حيث الألوان تغذي التعالي وورق الذهب كختم يوقع الحقيقة الخالصة، عالم في بحثه الدؤوب عن الصفاء المطلق، عالم يصبح الفنان مبعوثه الصامت، أمام لوحاته وتشكيلاته تتجلى الطبيعة سيدة ومطلقة، وترسم الحركة الحاذقة الخالية من الزخرف، تجليات الروح في ألوان اللانهائي، والمعرض في عمومه يدعو المتابع إلى استبطان تلافيف الجمال في تعابير الأحاسيس أمام التناهي في الإتقان، ويبقى أزرق مزياني، لون الماء والسماء، لون الرجاء المغرق واحدا لا يتجزأ ولا يتعدد، وهو انتشاء يصحبه تساءل طيلة الترحال في عالم الصباغات الطبيعية وورق الذهب.يحاول المتابع لأعمال مزياني -حسب ألبنو- فهم ما يشده إلى هذا العالم الذي يعبر عن اللون كما تتساءل عن الرموز التي يستخدمها الأعداد. القبة الدائرية الطرف أو المذببة عن الألوان فيها أزرقها وأحمرها وبرتقالها، أزرق يجمع بين التقاء السماء بالبحر.ما يشد المتابع هو أن الفنان نفسه عرض له صورة في كتابه الذي أهداه لزائري معرضه وهو في وضعية المفكر الغارق في تفكيره أمام لوحاته في ورشته وهو يحمل سيجارة، لعله الإشهار غير المقصود لما أصبح ممنوعا في الفضاءات المغلقة والأماكن الأهلة العمومية، لا لشيء سوى لكونه مضرا للصحة وبالتالي منافي للجمالية.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)