الجزائر - A la une

جواد الأسدي يفجر أحاسيس وأوجاع كاتب ياسين ومالك حداد



فجر المخرج العراقي جواد الأسدي أحاسيس كاتب ياسين ومالك حداد وترجم أوجاعها الى نسج درامي كوريغرافي في مسرحية "هذا هو بيتي" التي اختتمت نشاطات دائرة المسرح المبرجمة في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015.لوحات كوريغرافية تفنن في مزج خيوطها الكوريغرافي سليمان حابس، وأبدع في تجسيد مشاهدها عدد من الراقصين الذين ادوا برسالة امل وتفاؤل بمستقبل الوطن مختلف لوحاتها.بدأت مشاهد المسرحية بأروع الرقصات التي ادتها قميري خديجة، لتعبر عن حالات وجدانية عن نجمة الأم، الوطن والحرية، هي حاضنة لكل القضايا والأحداث التي يمر بها كل فرد فقد فلذة كبده، و آخر تركته أمه وهو صغير، أو يبحث عن حبيبته التي اذاقته مرارة الفراق، هكذا كان سرد المشاهد في مسرحية "هذا هو بيتي" وتدخل في استحضار الماضي ووقائعه المؤلمة التي اشبعت الفكر بنداءات التحرر والأمان لمفكر أراد ترجمة أفكاره على الواقع، مسرحي يتجول بدرامية الحياة على خشبات المسارح، ومواطن عادي أراد الهروب من الواقع والتوجه الى مرارة الغربة، كلها لوحات كوريغرافية صنعها أكثر من 22 ممثل وراقص، إضافة الى كل من الصوتين الغنائيين عبد الله الكورد وأمال سكاك.المسرحية التي كانت من أشعار وكلمات كل من كاتب ياسين ومالك حداد إضافة إلى أسماء شعرية جزائرية، هي عمل كوريغرافي درامي غاص في أحداثه ومشاهده في قصة شعب ذاق المرارة على امتداد تاريخه الذي صنع بطولاته الفذة الشعب، فنادى بأحاسيسه المليئة بالمآسي والأوجاع وأسال الدم قبل الدمع وعصف بالفكر قبل الجسد.العرض نقل أحداثا من العشرية السوداء وأحضر ماضيها وصور الوجع والتهجير وهتك القيم والمثل عبر مشاهد لم تعد للمشاهدة وحسب بل إلى ناقلة أفكار تتنبئ بمستقبل أفضل صنعه صلابة وقوة الشعب الجزائري الذي وضع أمام مختلف التحديات، فقط من أجل وصوله لتحقيق وبناء حياة حرة.مسرحية "هذا هو بيتي" كانت عميقة في ودقيقة في سينوغرافيتها، أين اعتمد فيها زعيتر ابراهيم الخليل على فضاء شبه فارغ طول مدة العرض، مع أضواء ثابتة، من أجل ضمان رؤية متكاملة لمختلف التحركات والمشاهد على الركح، كما تم توظيف مؤثرات صوتية وموسيقية تتماشى وقوة الأحداث التي غالبا ما كانت ترمز إلى قوة الاندفاع.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)