الجزائر - A la une

مسرحية "السيرك" تختزل الحياة بأحزانها وأفراحها



تناغمت الموسيقى وانسجمت الألوان في مسرحية "السيرك" لفرقة الأخوات بج، لمديرية الخدمات الجامعية للأغواط، التي اختزلت في تفاصيلها الحياة بأحزانها وأفراحها.اعتلا المهرج الركح ظنا منا أنه سيزرع البهجة في النفوس، فإذا بنار تلتهب في الكواليس فينادي بأعلى صوته "حريق" فيصفق له الجمهور، وتزيد النار التهابا ويحترق المهرج فوق الخشبة، فتنطفئ البسمة وتقتل الفرحة، وأعدم الأمل وازداد الألم.عبر المخرج داخل الزمن، ووضع العديد من التواريخ فوق الساعة منها تواريخ وطنية وأخرى عالمية، ملفتا انتباه المتلقي إلى التغيير الذي حدث في زماننا مع تغيير الوقت عبر حكاية الشاب الذي أحب فتاة من عامه الأول وقدم لها زهرة القرنفل، وفي عامه الثاني جاء في نفس الموعد لكن معه بندقية.وفي مشهد آخر أشار إلى الطفولة والأم في رائحة الخبز حين تصنعها، واستمد منها الصبر، ووضعنا المخرج ومصمم السينوغرافيا علال معامير، في ديكور يوحي بالسيرك حيث غطت فيه مقدمة الخشبة العديد من البالونات التي تدل عن السعادة والأمل، ولكن تغيرت دلالتها في العرض وصارت تدل عن تيمة الألم، مبرزا عن فكرة النص الذي تم اقتباسه من الكاتب إسماعيل خلف عن نصه "عويل الزمن المهزوم"، الصفة العدوانية الحيوانية التي صار يتصف بها الإنسان، في هذا الوقت الذي لم يعد يرحم أحدا، فاستدعى "قلقامش" الذي كان يريد الخلود ولكنه قتل الزمن وبقيت الذاكرة، كما وظفت في العرض الموسيقى والغناء جاءت في مواويل حزينة، شد الجمهور أكثر للعرض وزاده جمالية وتميزا، حيث قال فيها المهرج "الغناء يزيد حزني فلا نعزف إلا مواويل حزينة".وقال علال معامير، الذي صرح أن فكرة خوض تجربة في المسرح الجامعي، عمد على أساسها على تنظيم ورشات تكوينية قبل الشروع في العرض المسرحي، تم اختياره لنص لسماعيل خلف "عويل الزمن المهزوم"، الذي عمل على اقتباسه، والذي يمثل فيه محاكاة والصراع موجود في أنفسننا ومع الزمن، إذ قال أننا دائما في صراع مع النفس والوقت، لكن نبقى نتساءل عن الموت وما بعد الموت، وفي تيمة السيرك اختار المهرج ولم يحدد جنسه، وبخصوص إضافة قلقامش، نوه المخرج أنه يشكل رمزا لزمن، الذي يرمز للخلود، لكن تبقى الذاكرة هي الأقوى والكل فاني.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)