الجزائر - A la une

الدور الإصلاحي المنهج الأول في برامج النشاطات




كشف الشيخ صباحي محمد رئيس فرع جمعية العلماء المسلمين مكتب شعبة بلدية مغنية في ولاية تلمسان، على هامش اختتام الاحتفالات بيوم العلم التي نظّمت على مدار أسبوعين كاملين، أن الجمعية على مدار هذه الفترة، سطّرت برنامجا ثريا يرمي إلى إحياء هذه الذكرى، إذ تم تنظيم معرض تاريخي خاص بالوثائق التاريخية وكذا بمسيرة الحركة الإصلاحية بمدينة مغنية، باعتبارها من بين المدن التي استضافت الشيخ عبد الحميد بن باديس سنة 1931، وألقى بها درسا وخطبة بالجامع الكبير.كما احتوى المعرض الذي نظم بمدينة مغنية على بعض الرسائل ووثائق تاريخية قديمة وضم عدة أجنحة، واختتمت الفعالية بمحاضرة بعنوان "همم أعلى من الجبال... الشيخ عبد الحمد بن باديس نموذجا" من تنشيط فضيلة الشيخ العلاّمة محمد مكركب بجامعة أبي بكر بلقايد وتحدث الشيخ صباحي ل"المساء" عن تاريخ الحركة الإصلاحية لجمعية العلماء بمغنية.❊ كيف جاءت فكرة إنشاء شعبة مغنية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين؟— إن فكرة إنشاء شعبة ومكتب للجمعية بمدينة مغنية قديمة، لكنها تجسدت سنة 2011 حين تمكن الإخوة من فتح المكتب وأعيد تجديده وعقد الجمعية العامة في شهر جانفي من عام 2015، وجدد المكتب البلدي لجمعية العلماء المسلمين الذي يتكون من تسعة أعضاء، أغلبهم أعضاء سابقون.❊ ما هي الأهداف التي يطمح إليها مكتب الجمعية في شعبة مغنية؟— جمعية العلماء المسلمين كباقي الجمعيات في منطقة مغنية، هي حركة إصلاحية تطمح إلى إعادة بعث روح الجمعية ومبادئها وتنشئة الشباب الذين هم أساس كل نهضة، خاصة أن هذا الشباب يعيش متناقضات واختلالات وزمن الفتنة، بالتالي استوجب إرجاعه بالحكمة إلى ثوابتنا الدينية والوطنية التي ساهمت من قبل في النهوض بالأمة الجزائرية، ومن الأهداف أيضا بعث تاريخ مدينة مغنية الثوري (قوافل من الشهداء) والثقافي والفني، وهناك أهداف أخرى كثيرة نعمل من أجل تجسيدها في الأحياء والقرى المجاورة، منها إنشاء مدارس قرآنية من تأطير شعب المكتب البلدي.❊ بماذا تتميز شعبة جمعية العلماء بمغنية عن دونها من مكاتب الجمعية المنتشرة عبر الوطن؟— مكتب شعبة مغنية كغيره من المكاتب أو الشعب المتواجدة على المستوى الوطني، مبني على مجموعة من اللجان وكل لجنة يترأسها عضو من أعضاء المكتب البلدي، منها لجنة الإدارة تقوم بالتوثيق وضبط كل ما هو متعلق بالجانب الإداري التنظيمي في الجمعية، وهناك أيضا لجنة التنظيم والمراقبة التي من مهامها تنظيم النشاطات المقترحة ومراقبتها والاتفاق عليها، وكذا لجنة الأسرة والطفولة التي تهتم بكل ما هو متعلق بالأسرة وأحوالها والطفولة، إلى جانب لجنة الإعلام والعلاقات وهي اللسان الناطق للمكتب البلدي، كما توجد أيضا اللجنة المالية والوسائل وتهتم بالأمور المالية للجمعية وهذا مضبوط كله بالنظام الداخلي للجمعية، أما فيما يتعلق بالمنخرطين فتضم عددا هائلا من المنخرطين من مختلف الشرائح والمستويات العلمية، حيث يوجد أعضاء عاملون وأعضاء شرفيون وفيه أيضا مريدون، أما بالنسبة للشروط فالعضو العامل يكون حاملا لشهادة علمية أدناها مستوى الثالثة ثانوي أو ما يعادلها في مختلف الشعب. أما بخصوص العضو المؤيد فلا يشترط إلا أن يكون مقتنعا بشروط الجمعية وأهدافها ومبادئها والالتزام بالعمل لتحقيق الغاية من وجودها.❊ إلى أي مدى هو حضور الجمعية في المشهد السياسي عندنا؟— جمعية العلماء المسلمين جمعية إصلاحية ودعوية، وهي لا تشتغل بالسياسة، أما بخصوص الإصلاحات الجارية في الجزائر فجمعية العلماء المسلمين باعتبارها طرفا فاعلا في سياسة الإصلاح في المجتمع الجزائري، وطبعا للجمعية رؤاها ومواقفها المعلنة، خاصة بالنسبة للأمور التي لها علاقة بشؤون الأسرة والمجتمع والهوية الوطنية، لأن الجمعية تقوم على بناء الهوية وصيانتها، ومن ذلك حماية الثوابت كاللغة العربية والإسلام والوطن الواحد، وهي لا تتردد أحيانا في الاستعانة بالمنابر السياسية. الجمعية لم تشارك في استحقاقات أو انتخابات ولم تتبن أية فكرة مطروحة في الساحة السياسية، وإنما تلتزم الحياد وهي وفية للمبادئ التي تأسست عليها منذ عقود.❊ ماذا عن موقفكم من التحولات التي يعيشها العالم الإسلامي اليوم؟— للجمعية موقفها من الحراك الحاصل على مستوى العالمين العربي والإسلامي، باعتبار أننا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له كل الجسد بالسهر والحمى، بالتالي فإن ما يجري من سفك لدماء المسلمين الأبرياء أمر لا يقبله أحد. فالمسلم كما أوصى نبينا الكريم حرام ماله وعرضه، وحينما تنتهك هذه الحرمة فإنه انتهاك صريح للإسلام ولعقيدة الإسلام، ونحن في جمعية العلماء المسلمين نرى أن هذا الحراك والعراك في الدول العربية والإسلامية هو نتيجة مخطط خارجي صهيوني يراد به تفرقة المسلمين من أجل أن يصبحوا شرذمة متفرقة هنا وهناك، بالتالي لا تقوم لهم قائمة، وهذا ما يعمل لأجله أعداء الإسلام، وإلا فما سرّ هذا الصراع الدائم وهذه الأزمات المتتالية على المسلمين في هذه المناطق التي تعني الكثير للمسلمين، (العراق وأرض الشام ومصر وما فيها من حضارات منذ فجر التاريخ)، لذا نحن نرى أن التغيير لا يكون بالعصابات، وكما أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليست هذه العصابة التي تنصر دين الله"، لذلك فعندما يقع المسلمون في مثل هذا الفخ فكأنهم يقدمون ذريعة للعدو ويشجعون على شماتة الغير بهم.لذلك فعلى المسلمين أن يرجعوا إلى الأصل، أي إلى كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يفهموا الدين فهما صحيحا لكي يستطيعوا أن يبعثوا من جديد هذه العقيدة والرسالة والدعوة العالمية، لأن الإسلام دين عالمي لابد أن يقدم للغرب بشكل صحيح، كما قدمه الصحابة رضي الله عنهم واستطاعوا أن يقدموه للغرب وأن يوصلوا الرسالة إلى كل بقعة من بقاع الأرض، ولتحقيق ذلك، لابد من توحد الأمة الإسلامية بشعوبها وتجنب الصراعات الفكرية والمذهبية.❊ ما هي كلمتك الأخيرة؟— أشكر "المساء" لأنها أتاحت لي فرصة تنوير الرأي العام والتعريف بنشاط الجمعية في مغنية وبمنهجها الدعوي الرامي إلى توحيد الأمة وإعادة بعث دور الشباب، فهنيئاً لجمعية العلماء والسلام على الأوّلين المؤسسين وإنا إن شاء الله على نهجهم سائرون.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)