‘'الحكواتي" يحتاج إلى المتابعة المعنوية والمادية

يسعى السيد طالبي محمد، المعروف باسم جدي المخفي، جاهدا للحفاظ على فن الحكواتي الذي يعتبره أمانة من الأجداد وإرثا للأجيال يستوجب الحفاظ عليه من خلال توثيقه والتعريف به، مع حمل المشعل من طرف المهتمين به حتى يبقى خالدا، وتظل قصص الأجداد وحكمهم تنير درب الأبناء، لذا يجتهد لحفظ سلسلة الحكواتي التي يرويها والتي تحمل قصصا من الخيال وأخرى من يوميات جحا. وأكد جدي المخفي في معرض حديثه إلينا، أن مهمة الحكواتي باتت هاجسا يؤرقه، فقد كانت حلما راوده في الطفولة وهي الآن إرث يريد أن يحفظه حتى لا يندثر، يقول: "تعلمت من عمي الذي كان حكويا في قرية ربيعة، والآن يوجد في رصيدي قصص عديدة منها المكتسبة وأخرى متداولة من الماضي، على غرار "ألف ليلة وليلة"، "الجازية الهلالية"، "بقرة اليتامى" و"الأقرع بوكريشة"، كلها آيلة للاندثار وأشعر الآن أن ثقل المهمة بات أكبر على كاهلي، والمؤسف في الأمر أنه لا توجد مساعدة ولو معنويا، فالإذاعات الجهوية لا تهتم بهذا الجانب وهذا لا يخدم الحكواتي، لهذا أتمنى أن يحفظ هذا الإرث حتى تستفيد منه الأجيال". يواصل محدثنا قائلا: "ما يزيد من شعوري بالمسؤولية؛ أفواج الصغار التي تهب إلي حتى عندما أكون في الشارع، أغلبهم ممن يتابعون برنامجي على قناة "جرجرة"، حيث يطلبون مني أن أقص عليهم حكاية، طبعا هذا يسعدني، ولطالما جلست معهم على قارعة الطريق وحكيتها لهم".