الجزائر - A la une

إبادة الشعوب فلسفة استعمارية فرنسية معروفة



إبادة الشعوب فلسفة استعمارية فرنسية معروفة
لا يختلف اثنان إن قلنا بأن الاستعمار الفرنسي منذ أن وطئت أقدامه تراب الجزائر سنة 1830 وهو يستعمل القمع الوحشي وحرب الإبادة، كأداة يخدم بها سياسته الاستدمارية الرامية إلى اجتثاث الشعب الجزائري من جذوره. "المساء" اقتربت من بعض الباحثين المختصين على هامش الملتقى الدولي العاشر الذي احتضنته جامعة سكيكدة مؤخرا حول "المجازر أداة سياسية لاجتثاث الشعوب المستعمرة، الجزائر نموذجا" وسألتهم حول مجازر الاستعمار الفرنسي في الجزائر خلال عمليات الاحتلال والتوسع، فكان هذا ردهم..الدكتور يوسف مناصرية (جامعة باتنة): جرائم لا يمكن إحصاؤهايرى الدكتور مناصرية يوسف أنّ الجرائم الاستعمارية في بلادنا لا يمكن إحصاؤها، فالجريمة الأولى حسبه هي جريمة الاحتلال والتعدي على سيادة دولة، معتبرا إياها بالأساسية. والجريمة الثانية هي جريمة نهب الأموال، لتبقى الجريمة الأكثر فظاعة جريمة إبادة شعب التي تعدّ فلسفة استعمارية فرنسية معروفة. مشيرا إلى أنّ كلّ الفرنسيين الذي جاؤوا إلى بلادنا كانت عندهم فكرة الإبادة الجماعية للشعب الجزائري. وقال بأنّ جرائم الاستعمار في بلادنا معروفة وكثيرة، منها جريمة القرن العشرين حينما قام الاستعمار بأخذ أبناء الجزائر الشباب للمشاركة في الحرب العالمية الأولى وأخذت معهم قوتهم، مما جعلت الجزائريين يعيشون مجاعة تامة كانت سببا في ظهور ثورات، منها ثورة الأوراس وثورة الشيخ آمود، وجرائم الحرب العالمية الثانية التي انجرت عنها مجزرة 08 ماي الشهيرة التي قال عنها بأنّها كانت مخطّطة ومبرمجة ونفذت بإصرار وترصّد من قبل القيادة الاستعمارية، حيث كان الهدف منها إبادة الجزائريين، خاصة الشباب، باعتبارهم قوة فاعلة في المجتمع، إلى جانب جرائمه المرتكبة إبان الثورة التحريرية، فالمستعمر.وأضاف المتحدث أنّ الاستعمار عندما يفشل أمام المجاهدين يقوم من باب الانتقام بإبادة الشعب إبادة جماعية، من خلال ممارساته لسياسة القتل والحرق، تدمير منازلهم وتشريدهم، وهذه الجرائم موثقة حتى في الوثائق الفرنسية، موضحا أنّ الاستعمار الفرنسي لم يكن له ضمير حضاري ولا ثقافي ولا حتى إنساني ضدّ الجزائريين، إذ كان يعتبرهم خارجين عن نطاق الإنسانية، لهذا فإنهم لا يجدون أي حرج في إبادتهم بكل راحة واطمئنان، دون الحديث -كما قال- عن جريمة الجهل وجريمة التفرقة وجريمة غرس الفتنة خاصة بين الشعبين التونسي والمغربي التي وضع إستراتيجيتها الجنرال ديغول، مستدلا بحادثة فتنة تيقنتورين الأولى سنة 1958، حينما حاولت فرنسا الديغولية تحويل البترول الجزائري من تيقنتورين إلى خليج قابس ومنه إلى أوروبا، ومحاولة إقحام الجزائريين في نزاع مع التونسيين، إلا أن حنكة وحكمة قادة الثورة الجزائرية مكنت من فك المعضلة.الدكتور محمد شرفي (جامعة 08 ماي قالمة): المجازر الاستعمارية كانت متسلسلة ومتلاحقةأما الأستاذ الدكتور محمد شرفي فيرى بأنّ المجازر الاستعمارية في الجزائر كانت متسلسلة ومتلاحقة منذ الاحتلال الفرنسي لبلادنا سنة 1830 إلى غاية خروجه، مشيرا إلى أنّ عقيدة الجيش الفرنسي وأساليبه وإرهابه وممارساته لحرب الإبادة ضد السكان الجزائريين الأبرياء كانت السمة البارزة في أعمال الجيش الفرنسي الاستعماري في مختلف أنحاء الجزائر، مرورا بما حدث في مغارة الفراشيش وما حدث أيضا في الزّعاطشة وفي مقاومة عام 1857 بالقبائل وسنة 1870 وما حدث في 08 ماي 1945 وكذا أثناء الثورة التحريرية الكبرى. لتبقى كما قال كلّ تلك المجازر عار في جبين فرنسا الاستعمارية التي تدعي حقوق الإنسان والمحافظة على القانون وعلى الحرية وتتغنى بكل مبادئ الإنسانية، وعن ضرورة إلزام فرنسا الاعتراف بجرائمها، أوضح الدكتور محمد شرفي أنّه من المفروض على جمعيات المجتمع المدني دفع السلطات الاستعمارية للاعتراف بمجازرها، بالرغم من أنّ الضمير الفرنسي صعب مخاطبته، لأنّ المستعمر الفرنسي ارتكب مجازر ليس في الجزائر فحسب بل في كل المستعمرات التي وطئتها أقدامه.المجاهد والدبلوماسي السابق رابح مشحود: المستعمر الفرنسي أباد أكثر من 200 دشرةيقول المجاهد والدبلوماسي السابق رابح مشحود بأنّ المجازر التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق الجزائريين كبيرة وكبيرة جدا، منذ أن وطئت أقدام أوّل مستعمر أراضي بلادنا سنة 1830، إذ ومنذ ذلك التاريخ تمت إبادة أكثر من 200 دشرة عن كاملها، وهناك من العائلات الجزائرية من لم يبق منها ولا فرد ومن هؤلاء المتحدث، حيث أباد المستعمر الظالم كل أفراد عائلته التي لم يبق منها إلا هو. وعن ضرورة اعتراف المستعمر الفرنسي بجرائمه، أشار المجاهد رابح مشحود إلى أنّه من الصعب على العدو الاعتراف بجرائمه بالرغم من أنه مطلب أبناء الشعب الجزائري برمته، لكن في اعتقاده الأهم هو واجب المحافظة على ما أنجزه الشهداء.الأستاذ الأزهر الماجري (أستاذ بكلية الآداب والفنون والإنسانيات جامعة منّوبة تونس): أحداث ساقية سيدي يوسف وجه آخر لجريمة مع سبق الإصرار والترصدوصف الأستاذ الأزهر الماجري أحداث ساقية سيدي يوسف التي وقعت على الحدود التونسية الجزائرية يوم 08 فيفري 1958 بالجريمة، حيث قامت طائرات الجيش الفرنسي بقصف القرية، مما أدى إلى استشهاد تقريبا 70 شهيدا من رجال ونساء وأطفال وإصابة حوالي 100 شخص بجروح متفاوتة. وعن خلفية هذه العملية الإجرامية الجبانة، قال الأستاذ بأنّه بعد معركة "الكوشة"، حيث تمّ أسر 04 من الجنود الفرنسيين وقتل 14 منهم، ادّعت السلطات العسكرية الفرنسية أنّ الثوار الجزائريين قدموا من تونس ورجعوا إليها مع الأسرى، وأن عربة من الحرس الوطني التونسي كانت في انتظارهم، مما دفعها إلى الانتقام من خلال الغارة التي شنتها على قرية ساقية سيدي يوسف، مخلفة إلى جانب الضحايا دمارا ماديا ونفسيا.مؤكدا أنّ تلك الجريمة وقع التخطيط لها من قبل من خلال اختيار يوم السبت الذي هو يوم السوق الأسبوعية وكذا اختيارها للوقت المناسب الذي لم يكن اختيارا اعتباطيا، وهو 11 صباحا من شهر فيفري المصادف لفصل الشتاء، وهو الوقت الذي يتجمع فيه الناس بأعداد كبيرة حتى يكون عدد القتلى كثيرا، كما اختارت أيضا الثامن من فيفري كونها كانت تعلم بأنه اليوم المحدد لتوزيع الإعانات من قبل الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر التونسي على اللاجئين الجزائريين، بالتالي -كما قال- فنية قتل عدد أكبر من السكان سواء كانوا جزائريين أو تونسيين، كان الهدف المتوخى من اختيار ذلك التاريخ وتنفيذ هذا الهجوم هو قطع العلاقة بين الشعبين الجزائري والتونسي، كمحاولة يائسة منه لقطع الإمدادات على المجاهدين وأيضا فصل الجزائر من عمقها الجغرافي والديمغرافي.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)