الجزائر - A la une

عمال التربية المتقاعدين لسيدي بلعباس في جولة سياحية



عمال التربية المتقاعدين لسيدي بلعباس في جولة سياحية
رحلة سياحية ممتعة ومفيدة نظمتها جمعية عمال التربية لسيدي بلعباس لفائدة عدد من المتقاعدين بمبادرة من رئيسها الحيوي والنشيط والخفيف الظل أيضا ألا وهو السيد محمد جاهد، كان اليوم سبتا نهاية عطلة الأسبوع عندما أقلعت الحافلة من نوع " طويوطا " من مقر الجمعية الكائن بجوار متوسطة بلعسري بومدين وسط المدينة وعلى متنها جمع من المتقاعدين رجالا ونساء ممن أفنوا حياتهم في تعليم و تكوين وخدمة الأجيال يقودها صاحبها السائق الماهر المحنك السيد درقاوي بلال الذي لم يبخل طيلة الجولة الاستطلاعية بتقديم المساعدة والعون للركاب بأدب وروح مرحةوالوجهة كانت في البداية إلى مغنية وضواحيها عبر الطريق السيار شرق غرب، لكن عند الاقتراب من الوصول إلى عين المكان في حدود التاسعة والنصف راودت رئيس الجمعية فكرة بضرورة تمكين هؤلاء المتقاعدين من زيارة مرسى بن مهيدي بغرض اكتشاف المنطقة ، لاسيما وأن جلهم لم يسبق له معرفة هذه الجهة الحدودية فغير البرنامج في أخر لحظة وقد رافقتهم الجمهورية في هذه الرحلة من البداية إلى النهاية.القرى الحدودية تشد انتباه فوج المتقاعدين بطيبة أهله وهكذا واصلت الحافلة سيرها عابرة قرى وبلديات أبرز شيء فيها يشد الانتباه طيبة أهلها ومعاملاتهم الحسنة للزوار والسياح، ثم هناك السلع المغربية التي تباع في الدكاكين من كاوكاو وأواني وغيرها ، مررنا في الأول بمقر بلدية السواني ثم سيدي بوجنان أي توقفنا للاستراحة و بها تم اقتناء بعض المأكولات على حساب الجمعية وتوزيعها على المستفيدين من الرحلة من بينها خبز المطلوع الذي تتفنن في صنعه ربات البيوت بإتقان إلى درجة أن الملتهم له لا يترك منه شدقا لتقلع الحافلة من جديد باتجاه بوكانون وعلى الجهة اليسرى ظلت أعين الركاب مشدودة عبر النوافذ ترقب الحدود الجزائرية المغربية التي لا تبعد إلا بأمتار عن الطريق الذي كنا نعبره أين انتصبت مراكز المراقبة غير البعيدة عن بعضها البعض، بكثير تترصد كل من يريد اختراق الحدود وكان فوقها العلم الوطني يرفرف عاليا ومثلها في الجهة المقابلة مراكز مراقبة مغربية،واستمر السفر الى باب العسة البلدية التي شهدت توسعاعمرانيا في الأعوام الأخير كما قيل لنا . ومن هناك إلى بوكانون أين تراءت لنا جيدا مدينة " أحفير" المغربية بمبانيها وصومعة مسجدها وكأنها متلاصقة مع بنايات بوكانون، لنصل في الأخير إلى مدينة مرسى بن مهيدي الساحلية، وعلى مشارفها لابد للزائر أو السائح وحتى بعض أهل المدينة من التوقف تلقائيا على جنب الطريق عند الوادي الفاصل بين التراب الجزائري والتراب المغربي لبعض الوقت للتأمل في الضفة الأخرى ،حيث هناك الطريق المليء بحركة مرور المركبات الذاهبة من وإلى شاطئ سعيدية، لقد وقف مثلنا مغاربة هناك ينظرون إلينا يتبادلون معنا التحايا ومن ضمنهم فوج من الشبان زاد حماسهم وراحوا لما رأونا يضربون على الدربوكة ويرقصون ...مرسى بن مهيدي و شواطئه الذهبيةانتهزنا الفرصة نحن المتقاعدين وأخذنا صورة تذكارية بهذا المكان قبل دخولنا إلى مرسى بن مهيدي التي وجدناها هادئة على خلاف البحر الذي كان هائجا، ورغم أن موسم الاصطياف كان على الأبواب، ولم يحن بعد فقد وجدنا شبانا بل وعائلات يسبحون في شاطئي موسكاردا1 و2 وسط ماء درجة حرارته متدنية غير آبهين بذلك متدنية غير آبهين بذلك، ونحن نجول في هذا الشاطئ الجميل استنشقنا الهواء اللطيف المنعش نحن و أناس جاؤوا من سطيف ، برج بوعريريج ،معسكر والجزائر العاصمة وغيرها، مشينا على حبات الرمل الذهبية ومتعنا نظرنا في زرقة البحر وأمواجه المتلاطمة كما متعنا النظر في شاطئ سعيدية المغربي ولو من بعيد لنعود أدراجنا من حيث أتينا . إقبال على اقتناء التوابل والأواني بمغنيةونحن نلج قرية مغاغة ببلدية السواني كان الوقت ظهرا فنزلنا من الحافلة رجالا ونساء وأدينا الصلاة في مسجد بن ماجة المتكون من طابقين أرضي وعلوي مخصص للنساء ، مسجد رائع بناه محسنون يقطنون القرية بهندسة معمارية عصرية متقنة، إذ يعد بحق مضرب المثل من حيث النظافة والنظام وكذا وسائل الراحة التي تسمح للمصلي بتأدية العبادة في جو هادئ مريح، ما يعكس العناية التامة التي يوليها سكان هذه القرية الصغيرة لبيت الله والحقيقة تقال ما شهدنا من قبل مسجدا يتمتع بهذه الصفات خاصة في قرية تعد منازلها على رؤوس الأصابع . وبمغنية توقفت الحافلة وسط المدينة، أين سجلنا حضور عشرات الحافلات قدم على متنها مواطنون وعائلات أتووا من شتى مناطق الوطن، خاصة من مدن الغرب الجزائري لاقتناء التوابل والأواني تحضيرا لشهر رمضان الكريم، جزء منها مصدره المغرب فانتهز بعضنا الفرصة لشراء بعض من هذه المواد لتقلع بنا الحافلة من جديد، وهذه المرة باتجاه مغارة بني عاد ببلدية عين فزة ، وعند وصولنا إلى عين فزة صعد بنا السائق البارع بلال عبر طريق ملتو وصعب ليحط بنا في أعلى الجبل أين تقبع هذه المغارة الساحرةمغارة بني عاد بعين فزة ونحن نلج داخلها عبر ممر طويل محاط بشباك غمرتنا برودة لا تتعدى حرارتها 13 درجة قيل لنا أنها ثابتة لا تتغير مع تغير الفصول، طفنا في أرجائها عبر ذلك الممر ذهابا وجيئة والتقطنا صورا جماعية تذكارية واستمتعنا بتلك المناظر الخلابة للصواعد والنوازل التي اتخذت في بعض المواقع أشكالا متعددة لحيوانات وغيرها مثل الزرافة والجمل ... علما وأن الصواعد تنمو باستمرار غير أن بعض سلوكات الزوار المشينة تحد من نمو هذه الصواعد من خلال التخريب الذي يطالها من طرفهم، وهذا ما علمناه من مجدوب سفيان مراقب بهذه المغارة الذي يبذل جهدا متواصلا هو وزملاؤه في توعية السياح لأجل الحفاظ على هذا الموقع الطبيعي السياحي، لكنه في كثير من الأحيان يواجه صعوبات لاسيما مع بعض الشبان المتهورين أملا في أن تصحو ضمائرهم ، وأن يتجنبوا العبث بهذه المعالم، حيث يقول سفيان أن المغارة تفتح أبوابها كل يوم لاستقبال الوافدين إليها من جميع ولايات الوطن بمعدل1400 زائر في اليوم وينخفض عددهم صيفا إلى نحو 800، وهناك دليلان اثنان قديران رهن تصرف الزوار باستمرار يتكفلان بتقديم الشروحات الوافية لهم حول تاريخ و مكونات هذه المغارة، وتتميز نهاية الأسبوع بإقبال لافت للعائلات التلمسانية والمناطق المجاورة طلبا للهدوء والراحة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية، باعتبار أن مغارة بني عاد متواجدة في مكان عال ومحاطة في الخارج بجبال تسرح فيها العين وحولها فضاءات للعب الأطفال ، والزائر يجد كل ما يحتاج إليه هنا مطاعم صغيرة توفر المأكولات منها المحلية بالإضافة إلى المقاهي ومحلات تبيع التحف وأواني الخزف التقليدية وغيرها ويمكن للزائر وعائلته الجلوس في الطبيعة وتناول الغداء في جو آمن .انتهينا من زيارة المغارة ، حيث كانت متعة الزيارة والأماكن التي اكتشفناها والجو العائلي الذي ساد المجموعة أنسانا متاعب السفر ،علما وأن من بيننا مسنون قاربوا العقد الثامن،عدنا من حيث أتينا ووصلنا إلى سيدي بلعباس في حدود السابعة والنصف
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)