الجزائر - A la une

أرياف بوادي شمال الأغواط .. من سيئ إلى أسوء



أرياف بوادي شمال الأغواط .. من سيئ إلى أسوء
عجز المسؤولون المحليون ببلدية وادي مرة الواقعة شمال الأغواط. عن انتشال سكان المناطق الريفية هناك، من دائرة الفقر والتخلف التي لا زالت تحاصرهم منذ الاستقلال، وتحد من تقدّمهم المعيشي إن صح التعبير، وتزيد من معاناتهم وذاك حال سكان الخنوفة والمحصر والجدر والغرفة وغيرها من المناطق القريبة من آفلو عاصمة الجهة الشمالية للولاية. هؤلاء يعانون حتى الآن من مشاكل عدة كانت سببا مباشرا في هجرة الكثير منهم إلى المدن. بعد أن مكثوا عشرات السنين بمحيطاتهم الريفية حتى إبان العشرية السوداء، رافعين لواء التحدي وأملهم قائم وتفاؤلهم مشروع.رحلة السكان دائمة مع الاتصالات والمراسلات التي لم تثمر شيئا في صالح زهاء 30 عائلة تتوزع على المنطقة، وتسترزق مما تنتجه الأرض وما تدره المواشي على قلتها.وعلى الرغم من استقرارهم الدائم والمتواصل إلا أن ذلك لم يشفع لهم في الاستفادة من مختلف مساعدات الدولة الموجهة للأرياف قصد تثبيت سكانها في مناطق تواجدهم. فالكهرباء الريفية والفلاحية ما زالت غائبة حتى الآن. ومشكل تمدرس أبنائهم يطرح على الدوام ونحن على أبواب موسم دراسي جديد قد لا يختلف عن سابقيه، ذلك أن نحو 60 تلميذا يدرسون في متوسطة وادي مرة يكابدون الويلات في تنقلاتهم مسافة 14 كم ذهابا بسبب مشكل النقل المدرسي الذي لا يستجيب للمعايير الوقائية المطلوبة حسب رسالة السكان.وما يندى له الجبين أن أولياء بعض التلاميذ يضطرون إلى نقل أبنائهم إلى المدرسة باستعمال الدواب في منطقة وعرة وذات برودة شديدة خاصة في فصل الشتاء وما يحيط بذلك من مخاطر ومشاق. وهذا كله بسبب عدم مرور حافلات النقل المدرسي بالمسالك الريفية. وهو ما يطرح مشكلا آخر في الفصول الماطرة خاصة. في الوقت الذي يجدد فيه سكان منطقتي الخنوفة ومحصر مطالبتهم بالكهرباء الريفية التي لها أكثر من ضرورة في حياتهم الإعتيادية.وما يستغرب له من حمّلونا انشغالهم أن البلدية استفادت من عدة مشاريع في هذا الإطار، وزعت بطريقة أو بأخرى على مناطق أقل عوزا للكهرباء، وحتى للماء الشروب. الزريقات وحجيرة الطير ورأس العين تحرم من الآبارعلى مدار نحو 05 سنوات ابتداء من العام 2005، قامت البلدية بالتنسيق مع المصالح المختصة، بحفر نحو 10 آبار في أماكن غير آهلة للسكان، مستثنية بذلك المناطق التي يوجد بها سكان قدماء وحاجتهم ماسة لهذا العنصر الحيوي. وهذه الآبار المهملة حفرت بمناطق الزريقات وحجيرة الطير وتلاكش وصلب الحوة ورأس العين، وحاسي المقرن بالقرب من منطقة الخنوفة وغيرها من المناطق الأخرى. وأما المناطق التي يعمرها السكان منذ عهود خلت فمصيرهم المحتوم يضطرهم حتى الآن إلى شراء الماء بنحو 2000 دج. بما في ذلك مستحقات البلدية التي تلزمهم بدفع 500 دج. من أجل السماح لهم بالتزوّد بالماء من الخزان، فضلا عن تكاليف كراء الصهريج والجرار ويقول ممثل عن سكان الأرياف أن غياب الحاجة إلى الآبار المذكورة أدى إلى إهمالها وتعرض محركاتها ولوازمها للسرقة. وعود الوالي حبر على ورقعلى الرغم من وجود التجمع السكني المسمى "الجدر" بمحاذاة الطريق الوطني رقم 23 الرابط ولايات غرب الوطن بجنوبه إلا أن ذلك لم يغير شيئا في الاتجاه الايجابي لسكان المنطقة. فالشوارع والساحات تحتاج إلى تهيئة وتلامذة الطور المتوسط يطالبون بمؤسسة جديدة توفر عنهم عناء التنقل إلى وادي مرة كان الوالي السابق قد وعد بها في إحدى زياراته للمنطقة. وهو ما يعرضهم في الغالب إلى التأخر الذي يؤثر سلبا على تمدرسهم بسبب مشكل النقل المدرسي من وإلى الجدر باتجاه وادي مرة.كما أن الشباب والأطفال يفتقرون إلى ساحات لعب أو ملاعب مهيأة لممارسة هواياتهم في مجال الرياضة. والحديث بقرية الجدر عن الصحة حديث عن شيء غير موجود. ذلك أن قاعة العلاج الوحيدة لا يؤطرها غير ممرض واحد لا يؤدي المهام على أكمل وجه. وعلى الرغم من مطالبة السكان بوحدة متقدمة للحماية المدنية لها أكثر من ضرورة في منطقة عدت بؤرة حقيقية لحوادث المرور التي حصدت عشرات الأرواح آخرها حادث جوان الفارط الذي أدى فيه احتراق حافلة، إلى تفحم 33 راكبا وجرح 22 آخر.وأما قطاع السكن فهو الآخر يئن تحت وطأة سوء التسيير الذي أبقى 50 مستفيدا من قطع صالحة للبناء ينتظرون تحديد الأرضية منذ أكثر من عام. وهو ما كان محل احتجاج دائم بمقر الولاية، إلا أن الحالة ظلت هي الحالة. مع أن المنطقة باتت تعرف أزمة سكن حقيقية في السنوات الأخيرة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)