الجزائر - A la une

حالة انتظار ... و دعوة منافق




حالة انتظار ... و دعوة منافق
هل يعقل أن تعيش الأمة الجزائرية كلها في حالة انتظار، وترقب لما ستفضي عليه نهاية الوضع الصحي لرئيس الجمهورية، لا سيما وأن الكثير من الأجندات السياسية والاقتصادية كانت مرتبطة بتواجده ومنها:
التطبيل غير العادي لعهدة رابعة من طرف عرابين لم تسعهم عباءة المعارضة فاستعجلوا تمزيق الشرنقة التي أحاطوا بها أنفسهم، وقد تبين فيما بعد أنهم كانوا يلبسون لباسا غير لباسهم، ويتحدثون حديثا لم يكن يقنع في الحقيقة غير الدائرين في فلكهم، فأفسد عليهم مرض الرئيس مخططات كانوا يرسمونها ويفكرون في تجسيدها، فهم اليوم يدعون الله ليل نهار أن يشفى الرئيس من مرضه فتعود لهم الحياة بحياته، وهم كاذبون في دُعائهم وادعائهم.
فئة أخرى تدعو بالحياة المديدة للرئيس وبالشفاء العاجل لا لشيء إلا لأنها فئة اغتنت بغير وجه حق ولم تطلها عدالة الأرض، ظنا منها أن بشفائه ستُبقي على الامتيازات التي حققتها بل وستنال مكاسب أخرى، لأنها تخشى إن أصابه مكروه أن "يمسح الموس" على رؤوسها ولأنها تعلم يقينا أننا في الجزائر نتقن جيدا العمل بمنطق " كلما جاءت أمة لعنت أختها"، وأن الملفات ستفتح يوما ولا بد أن تسدد الفاتورة فئة ما، لذلك يدعون الله ليل نهار أن يشفى الرئيس من مرضه فتعود لهم الحياة بحياته، وهم كاذبون في دُعائهم وادعائهم.
فئة أخرى تدعو بالحياة ظاهرا وبالفناء باطنا، إما لأنها لم تجد ضالتها في ظل حكم الرئيس وإما لأنها تحس بقرب الأجل فتسعى لإعادة التموقع، حتى تكون في مأمن في قابل الأيام وتظهر بمظهر المعارضة الجادة، لكن مواقفها مسجلة وذاكرة الشعوب ليست قاصرة، وليس أحسن عقاب لهؤلاء من تخبطهم وتضارب مواقفهم، نتيجة بعدهم من مركز القرار وضبابية المشهد وليست مواقفهم ناتجة عن مبدئية منسجمة مع السلوك، لذلك يصرحون أنهم يتمنون الشفاء، وبالمقابل يطالبون بتفعيل مواد الدستور لعل المادة 88 من الدستور من تضعهم في موقع أفضل، لأن الوضع السابق لم يخدمهم إطلاقا.
فئة أخرى ليس لها من السياسة شيء ولا يروقها أصلا التعاطي السياسي بقدر ما تهمها مصالحها ولم تكن لترتبط بخيط السياسة لو أن مصالحها وجدت بعيدا عن فلك السلطة، هذه الفئة تسابق الزمن لتنهي الملفات العالقة قبل أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، فهي تدعو الله ليل نهار أن يشفى الرئيس من مرضه ولو لمدة حتى تكمل ما خططت له وتنهي ما هو قيد الانجاز فهي فئة تدعو الله سرا وتدعو وسائل الإعلام والمغرضون إلى الكف عن هذا التناول "المبتذل" لصحة الرئيس.
ما هو مضحك في هذا المشهد - وهو ليس مدعاة للضحك- و حالة التوقف أو ما يظهر أنها حالة توقف هو هذا الربط المقصود لكل المشاريع السياسية والاقتصادية للبلد بنتيجة تقارير الأطباء في فرنسا وكأن الجزائر ستتحول من حال إلى حال آخر بمجرد معرفة الحقيقة، السؤال الذي يطرح نفسه هل نستحق حقيقة أن نصنف كدولة ذات مؤسسات أم قبيلة غاب عنها شيخ القبيلة وتركها هائمة على وجهها تتجاذبها ذئاب الصحراء؟.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)