قال اللّه تعالى: {هَا أَنْتُمْ أُولاَءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّه عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} آل عمران:119.يقول العلامة ابن كثير في تفسيره: قوله تعالى {هَا أَنْتُمْ أُولاَءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ} أي أنتم أيّها المؤمنون تُحِبُّون المنافقين بما يُظْهِرون لكم من الإيمان فتُحِبُّونَهُم على ذلك وهم لا يحِبُّونَكم لا بَاطِنًا ولا ظاهرًا. وقوله {وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلّه} أي بكتابكم وكتابهم وبما مضى من الكتب قبل ذلك وهم يكفرون بكتابكم فأنتم أحقّ بالبغضاء لهم منهم لكم. وقوله {وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمْ الأَنَامِل مِنْ الْغَيْظ} والأنامل أطراف الأصابع. وقوله {قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ} أي مهما كنتم تَحْسُدون عليه المؤمنين ويغيظكم ذلك منهم فاعلموا أنّ اللّه مُتِمّ نعمته على عباده المؤمنين ومُكَمِّل دينه ومُعْلٍ كلمته ومُظْهِر دينه فموتوا أنتم بغيْظكم {إِنَّ اللّه عَلِيم بِذَاتِ الصُّدُور} أي هو عليم بما تنطوي عليه ضمائركم وتُكِنّهُ سرائركم من البغضاء والحسد والغِلّ للمؤمنين.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/01/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الخبر
المصدر : www.elkhabar.com