الجزائر - A la une

تركيا دولة تصنع الاستثناء للشرق كما للغرب..


تركيا دولة تصنع الاستثناء للشرق كما للغرب..
ينظر إليها الشرق سياسيا على أنها النموذج الناذر الذي يجمع بين الإسلام و العلمانية و مهما بلغ التجاذب بينهما فإن الدولة لا تحيد عن هذا المبدأ الذي يشكل ثابتا من ثوابتها الأساسية منذ مصطفى كمال أتاتورك و التي لا نقاش بشأنها مهما امتدت الصراعات السياسية أو المزايدات الحزبية في إطار التنافس بين التيارات في البلاد.و ينظر إليها الغرب من باب الجغرافيا أولا على أنها نقطته الأقرب إلى الشرق بكل ثقله و رواسبه الفكرية و التاريخية مما يجعل الحذر منها أكثر من مطلوب و ما محاولات إضعاف عزيمتها في طريق مفاوضاتها الطويلة للانضمام للإتحاد الأوربي إلا دليل على ما جلبته الجغرافيا للأتراك مهما تحججت دول هذا الإتحاد لأنّ دول هذه المجموعة لو قايضت أنقرةً بالبرامج الاقتصادية و التقدم التكنولوجي لوجدتها متقدمة أكثر بكثير من دول في الإتحاد على غرار اليونان و إيطاليا و اسبانيا و مالطا بل إنّ تركيا تتأهب لتحتل واحدة من المراتب الأولى في أوربا مادامت قد عرفت الوصفة و اهتدت للسير على النموذج الألماني بعد إعادة هيكلة جذرية و قد افتكت بذلك العديد من صفقات الاستثمار في الداخل و الخارج و يكفي أنقرة أنها تحقق نموا اقتصاديا سنويا لا ينزل عن 12بالمائة و هي النسبة التي لن تصل إليها اسبانيا مثلا حتى 2018 .و مع ذلك فالسياسة في الدولة العليّة لا تبدو بخير إذ أنّ الجمهورية الثانية و مؤسسها قد طال أمدهما بالنسبة للمناوئين لأرد وغان و منهم اليساريون و الديمقراطيون و الوطنيون و القوميون. أردوغان الذي يقاوم في الداخل كما في الخارج و سياسته الداخلية لا تجد إجماعا و قد أظهر استطلاع للرأي لم ترد أي جهة أن تتبناه بأنّ شعبية حزب العدالة و التنمية قد تقهقرت إلى 47 بالمائة .في الداخل متهمة الحكومة بأكبر قضايا الفساد متورط فيها كبار الشخصيات و متهم أر دوغان بالتستر عليهم بانتهاجه سياسة الهروب إلى الأمام بتدخله السافر في شؤون دول الجوار لغير صالح بلاده ..قضايا الفساد هذه قد تنعكس سلبا على نظرة وموقف الغرب لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر مثل هذه التجاوزات متناقضة مع الديمقراطية و بالتالي قد لا يتحقق لأرد وغان حلمه المتمثل في أنّه قدّم نموذجا لإسلام متحضر (على مقاس الغرب) و هو النموذج الذي لا يهمل في مشروعة دولة الاستيطان اسرائيل ..و يقطع الطريق أمام الإسلام الراديكالي و بهذه الخطة تمكن أردوغان أن يفتح أمامه كثيرا من الأبواب الموصدة و التي تسمح واشنطن بالولوج منها طبقا للخدمات المقدمة لها .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)