الجزائر - A la une

نهب 1000 منزل منح لسكان القصبة بالتواطؤ مع مسؤولين




نهب 1000 منزل منح لسكان القصبة بالتواطؤ مع مسؤولين
كشف محمد بن مدور، المؤرخ والمكلف بالاتصال بالديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية بالجزائر، عن النقاط الرئيسية المتعلقة بقصبة مدينة الجزائر العاصمة، من خلال عرض الإحصائيات حول التعداد السكاني لها وبناياتها. ليوجه بن مدور أصبع الاتهام لمؤسسة القصبة التي تورطت في نهب 1000 منزل منح لسكان القصبة، ناهيك عن بيع 30 دويرة بالتواطؤ مع أطراف مسؤولة.استنكر محمد بن مدور ما يتم تنظيمه من نشاطات في إطار اليوم الوطني لقصبة مدينة الجزائر، واعتبرها باهتة وخاوية من أي معنى، خاصة أنه يوم مدينة تاريخية عريقة، حيث تتعرض القصبة الأثرية لعديد التلاعبات التي جعلتها ”ضحية” من خلال تبديد ميزانية 9200 مليار سنتيم، وغيرها من الأموال التي تمنح باستمرار لحمايتها.كشف المتحدث عن ما معدله 1000 منزل منحته السلطات في مناسبة معينة، بهدف أن يستفيد منه سكان القصبة بترحيلهم اليها، وهو الأمر الذي يسهل عملية تجسيد المخطط الاستعجالي لحماية القصبة، لكن حسب ما أفاد به بن مدور في محاضرته بمكتبة فنون وثقافة، فإن الحصة السكنية تم التلاعب بمصيرها، موجها أصابع الاتهام لمؤسسة القصبة التي هي في الأصل جمعية ثقافية تستفيد من إعانات الرعاة الرسميين، لتقوم باستعراض ”الأكاذيب” في كل مناسبة من قبل مسؤوليها، علما أنها لفقت العديد من المعلومات حول مدينة القصبة، بتصريحها بوجود 1816 دويرة، في حين يؤكد محمد بن مدور أن العدد الحقيقي هو وجود 1523 دويرة على الطابع الموريسيكي سنة 1962، أي منذ استقلال الجزائر، لتتعرض الدويرات للزوال بسبب الإهمال، ما جعل العدد يتراجع إلى 630 دويرة في الوقت الحالي، 187 منها فارغة من السكان، في حين أن 893 دويرة أصبحت قطعة أرض فارغة، أي أنها زالت أمام العيان، وهذا كله حصل بين 1962 و2012.عرض محمد بن مدور الكثير من الوثائق والبحوث التي تدخل ضمن اجتهاده لحماية القصبة الأثرية، وفصل أكثر في الأرقام المتوفرة لديه، وكشف عن وجود 292 دويرة قائمة مع أصحاب الأعمال، 151 دويرة تحت إطار ”تراث الوقف”، أما 187 دويرة يبقى ملاكها مجهولون، لتكون الحصيلة الإجمالية 630 دويرة. وهكذا بالنظر إلى 893 مساحة أرضية فارغة كانت تتربع فيها دويرات و630 دويرة موجودة، ستعطينا النتيجة حصيلة 1523 دويرة، سجلت من قبل إدارة بلدية القصبة سنة 1962، أي زمن خروج الاحتلال الفرنسي.وكشف المؤرخ محمد بن مدور وفقا لبحوثه أنه منذ 17 ديسمبر 2012 إلى غاية ديسمبر 2015، تعرض 31 مبنى للانهيار، هذه الأخيرة مستقطعة من 630 دويرة السالفة الذكر. لتبقى حاليا 599 دويرة، علما أن الظاهرة متواصلة.أشار ذات المختص أنه عرض حلا مناسبا لوقف انتهاك جزء حساس من تاريخ الجزائريين، لوقف تخريب مدينة القصبة الأثرية، بتأسيس مركز للشرطة تحت سلطة رئاسة الجمهورية، لأن الحفاظ عليها أصبح بتركيز ركائز من خشب لحمل ما تبقى من جدران، ناهيك عن عملية الترميم ”الفاشلة” التي لا تتوافق مع المعايير الصحيحة لإعادة تهيئة مدينة أثرية، فعلى سبيل المثال ”دار السلطان” لاتزال قيد الترميم التي بدأت منذ حوالي 15 سنة، ما يؤكد فشل عملية الترميم إثر خلط مادة الإسمنت مباشرة مع مواد بناء اعتمدها الإنسان منذ قرون مضت. لتضرب التصدعات ”جامع البراني” الأثري مؤخرا، وتتسبب في انهيار جزئي لسقفه بسبب التصدعات التي لحقته، كونه يقع قرب ”دار السلطان”، الأمر الذي جعل المصلين يشكلون خيما خارج المسجد لإقامة الصلاة بعد منع دخولهم تفاديا لأي حادثة. كما تطرق محمد بن مدور لإشراف حمامات موريسكية على الزوال، ويؤكد أن نضاله لحماية قصبة مدينة الجزائر العاصمة متواصل بالتدوين لكل المستجدات والبحث الدقيق للتوثيق التاريخي، هذا الأخير الذي لم يكن كذلك في منأى عن التلاعبات، بسبب نسب مدينة بأكملها للعثمانيين الذين لم يكن لهم دخل في تأسيسها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)