الجزائر - A la une

عين تموشنت.. أطفال يشتغلون لضمان مصاريف الدراسة



مع حلول الموسم الدراسي الجديد تبدأ الحيرة ترسم لدى الأولياء حول كيفية تأمين دخول مدرسي عادي لا يؤثر على ميزانية العائلة في ظل معطيات اقتصادية صعبة تعرفها الجزائر كان من نتائجها تسريح آلاف العمال ووجود مئات الجزائريين في سن العمل عاطلين . وتحت وطأة الفقر والحرمان تجد العائلات نفسها في وضع اجتماعي لا تحسد عليه يفرض عليها التحرك في جميع الاتجاهات لضمان أدنى شروط الحياة .
محرومون من العطلة
سواء في عين تموشنت أو غيرها من المدن الجزائرية ظاهرة انتشار الأطفال عبر الشوارع والتجمعات التجارية أو أولئك الموزعين على قارعة الطريق يبيعون الأكياس البلاستيكية والسجائر وشفرات الحلاقة وقطع الحلوى والبسكويت لجأوا إلى هذه الطرق لجلب دريهمات يساعدون بها عائلاتهم استعدادا لدخول مدرسي لا يقل شأناً عن المناسبات العديدة التي تثقل كاهل الأسر .
شباب تجاوزوا السن الخامسة عشرة لم يتدوقوا حلاوة العطلة الصيفية ، لقد فضلوا العمل في الحقول والمزارع وفي ورشات البناء همهم الوحيد في ذلك جمع ما يمكن جمعه من المال لضمان مصاريف التمدرس إنهم بهذا العمل يكونون قد تحملوا مسؤولية سابقة لأوانها ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ، فهؤلاء الأطفال والشباب ضحوا براحتهم ليكونوا في الموعد حتى لا يتأثر مسارهم الدراسي الذين يعتبرونه واجهة المستقبل في غياب مؤشرات حقيقية تفتح الأمل عند الطالب الجزائري المتشبع بها جس الخوف ومما تخبئه الأيام .
رحلة متعبة
كل العائلات تشتكي هذه الأيام من كثرة المستلزمات المدرسية بدء بالمحلات التجارية التي لا ترحم فالتاجر يتصرف من منطلق فرصة العمر ليزداد ثراء وتوسعاً في حين يجد رب العائلة نفسه مطلباً القيام برحلة متعبة وشاقة بحثاً عما هو في الإمكان انطلاقا من اقتناء الملابس وانتهاء بشراء الأدوات المدرسية وبين هذا وذاك تبقى الأسعار متداولة حسب الأهواء والرغبات فالمآزر مثلاً تتراوح أثمانها ما بين 400 دج و 600 دج وأحياناً تصل إلى 1000 دج حسب الماركة أما السراويل العادية (الجين) لأطفال تتراوح أعمارهم من 6 إلى 10 سنوات فأثمانها لا تقل عن 1000 دج ولنتصور عائلة لها أربعة أطفال متمدرسين من مختلف الأطوار التعليمية كيف سيكون وضعها أمام التهاب الأسعار ؟ .
أدوات مدرسية مغرية
جولة عبر المكتبات المتخصصة في بيع الأدوات المدرسية تكشف بأن الإقبال عليها بدأ محتشماً ليزداد مع مرور الأيام بعد التعرف على قوائم الأدوات المعدة من قبل المعلمين الأدوات المدرسية المعروضة في واجهات المكاتب تبهر الناظر وتغري الأطفال ، ماركات عالمية أغرقت السوق الجزائرية من الصين ، طايوان وحتى الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وهو ما يفسر غلاءها حتى وإن كان بعض أصحاب المكتبات يصرحون أن الأسعار هذه السنة عرفت تراجعاً نسبياً ومع ذلك لن تكون في متناول المواطن ، لأنهم مثل الآخرين لهم الحق في التعليم والتعلم ؟ أسئلة يطرحها الملايين من زرباب العائلات !! ملابس، أدوات مدرسية، كتب، حقوق التمدرس، تكاليف تتحملها العائلة على مضض وما أكثر الأطفال الذين تركوا المقاعد الدراسية مضطرين لأن أحوالهم المادية لم تسمح لهم بذلك ، فالتسرب المدرسي لم يعد ناتجاً عن ضعف المستوى الدراسي فقط بل الفقر والحرمان وضعف القدرة الشرائية كانت من بين الأسباب هنا بعين تموشنت كل الحديث يدور حول الدخول المدرسي ومنحة التمدرس ومن سيفوز بها لعله يحقق بها ما يتمناه الأطفال.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)