الجزائر - A la une

أدرار: جيراني ماما أول امرأة منتخبة في الجزائر لعضوية المجلس الشعبي البلدي



أدرار: جيراني ماما أول امرأة منتخبة في الجزائر لعضوية المجلس الشعبي البلدي
و أشارت السيدة ماما التي ولدت في يونيو 1941 إلى أنها لا تزال تستحضر إلى حد اليوم ذلك الشعور القوي الذي انتابها تلك اللحظة، و الممزوج بين الفخر و الارتباك نظرا للطبيعة العرفية للمجتمع عند اختيارها لعضوية المجلس الشعبي لبلدية تسابيت ممثلة عن سكان منطقة بودة التي كانت تابعة لهذا المجلس في تلك الفترة قبل أن ترتقي بعدها بودة إلى بلدية قائمة بذاتها.و أضافت السيد جيراني ماما أن ما حفزها على الاستجابة لهذا الاختيار و قبول هذا المنصب التمثيلي بالمجلس الشعبي البلدي الذي كانت عهدته لا تتجاوز عامين في تلك الحقبة هو تحمسها الكبير وعزيمتها المتوقدة للمساهمة في مسيرة البناء و التشييد في الجزائر المستقلة، بعدما عايشت ما كابده الشعب الجزائري من حرمان جراء ويلات الاستعمار الفرنسي الذي ذاقت مرارته و قساوته في ريعان شبابها بمسقط رأسها بولاية وهران، عندما اختارت مزاولة تكوينها في الشبه طبي لكفالة والدتها بعد وفاة والدها، و رغبتها في مساعدة الثوار الذين كانوا يتطلعون لاستكمال دراستها للمساهمة باختصاصها في الكفاح.
و حملتها هذه الإرادة الفولاذية التي استلهمتها من ماضيها النضالي على تحمل أعباء الجمع بين هذا المنصب و مزاولة نشاطها التعليمي كمدرسة للغة الفرنسية، حيث وزعت مهامها بين امرأة منتخبة بالمجلس الشعبي في الفترة الصباحية و مربية بالمؤسسة التربوية في الفترة المسائية رغم الظروف الصعبة التي ميزت هذه المنطقة آنذاك جراء صعوبة التنقل لمسافات طويلة يوميا في مسالك غير معبدة و على مسافة تزيد عن 60 كلم بين بودة و تسابيت في ظل عدم توفر سوى مركبة وحيدة للتنقل كان يمتلكها أحد السكان.
إرادة قوية في التوفيق بين مهامها كمنتخبة ودورها الأسري
وقد تحلت السيدة جيراني بإرادة قوية في التوفي بين مهامها كمنتخبة ودورها العائلي رغم الظروف و الصعوبات التي اعترضتها، حيث تمكنت من ممارسة مهامها كمنتخبة بالمجلس الشعبي لبلدية تسابيت الذي تولت أيضا رئاسته بالنيابة في تلك الفترة التي كانت فيها البلدية تابعة لأدرار ضمن إقليم ولاية "الساورة" آنذاك حيث كانت تشمل ولايتي أدرار و بشار من جهة، و التعليم المدرسي و التزامات الأسرة في ظل الصعوبات الجغرافية للتنقل، من جهة أخرى.
إلا أن السيدة ماما اكتفت بقضاء مدة سنة و نصف بالمجلس حتى تتفرغ لشؤون الأسرة والبيت و مواصلة التدريس بمنطقة بودة، والذي بدأته منذ 1965 و تقاعدت منه إلى نهاية سنة 1997، غير أنها استمرت في نضالها الجماهيري القاعدي من خلال التحاقها في ذلك الوقت بالإتحاد الوطني للنساء الجزائريات بأدرار.
وأعربت السيدة جيراني ماما بالمناسبة عن امتنانها الكبير و غبطتها العارمة بالتكريم "غير المنتظر" الذي حظيت به من طرف وزير الداخلية و الجماعات المحلية و التهيئة العمرانية ي مشيرة الى أن عملها و نشاطها المضنى كان خالصا لوجه الله تعالى وفداء للوطن الحبيب الذي ضحى من أجله الملايين.
و لم تفوت السيدة ماما فرصة الإشارة إلى لموعد الانتخابي المرتقب لاختيار المجالس الشعبية المحلية لتوجه رسالة إلى المواطنين تحثهم فيها على ضرورة التحلي بروح أداء الواجب الوطني و تغليب المصلحة العامة و جعلها فوق كل اعتبار اقتداء بمن ضحوا بالغالي و النفيس من أجل أن تحيا الجزائر مستقلة مزدهرة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)