الجزائر - A la une

إقبال كبير للسيدات يجهلن مخاطر التبيض على أسنانهم ومختصون يحذرون من الظاهرة


إقبال كبير للسيدات يجهلن مخاطر التبيض على أسنانهم ومختصون يحذرون من الظاهرة
تعرف خدمة تبييض الأسنان التي تقدمها بعض صالونات التجميل بقسنطينة مؤخرا إقبالا معتبرا من قبل الشابات والنساء اللواتي يرغبن في الظهور بإطلالة وابتسامة متميزة دون عناء التنقل إلى أماكن متخصصة كعيادات طب الأسنان بعد أن بات عمل صالونات التجميل لا يقتصر على الشعر والماكياج، بل تعداه إلى معالجة البشرة وتقشيرها وحتى تبييض الأسنان، هذه العملية التي من المفروض أن توكل لأطباء وجراحي الأسنان فقط، غير أن نقص الوعي لدى السيدات ونقص الرقابة جعل هذه الصالونات تعمل بطرق غير احترافية وتستقطب عددا هائلا من السيدات اللواتي يجهلن مخاطر هذه الخدمة التي تقدمها الصالونات وبمبالغ معتبرة.خلال زيارتنا لأحد الصالونات بالمدينة الجديدة علي منجلي والتي تبيّض الأسنان، أكدت القائمة على العملية أن تكلفتها تختلف من سيدة إلى أخرى، كما أن الجلسة الواحدة تكلف مبلغ 15 ألف دج وقد تتعدى الخدمة الجلستين أو الثلاث، غير أنه وعلى الرغم من التكلفة الباهظة إلا أن الصالون يعرف إقبالا معتبرا لشابات وسيدات لا تتعدى أعمارهن ال40 سنة، والغريب في الأمر أنه، وأثناء محاورتنا للمكلفة بهذه الخدمة بالصالون أكدت أنها تلقت تكوينا حول الخدمة بالعاصمة فقط كما أنها تملك معدات وتقنيات حديثة تستخدم في العملية، مشيرة إلى أن جل زبوناتها من السيدات والشابات من الطبقة الراقية.وأثناء محاورتنا لبعض الشابات ممن التقيناهم بالصالون، أكدت أغلبهن أنهن يفضلن صالونات التجميل بدل عيادات الأسنان إما لتخوفهن من الطبيب ومعداته، أو لتوفر عنصر السرعة بصالونات التجميل، فيما أكدت أخريات لاسيما المقبلات على الزواج رغبتهن الكبيرة في الظهور يوم زفافهن بحلة متكاملة. جمعت "المساء" آراء عدد من أطباء ومختصي جراحة الأسنان حول خدمة تبييض الأسنان عند صالونات التجميل، حيث أجمع الأطباء على خطورة العملية، باعتبار أن التبيض يعد من بين أحد مهام طبيب الأسنان أو مختص، بغض النظر عن العلاج المستخدم، كما أكدوا احتمال أن تكون اللثة حساسة لعملية التبييض خاصة في حال وجود أسنان حساسة مسبقا، كما أضاف المختصون أن ما لا تدركه الكثيرات ممن تقصدن هذه الصالونات أنهن يعرضن أنفسهن لمخاطر لا حصر لها وأبرزها حرق اللثة والشفاه، بالإضافة إلى اصفرار الأسنان بشدة وتدميرها، خاصة أن جل القائمين على العملية بالصالونات لا يملكون الخبرة والثقافة الطبية، وليست لديهم القدرة على التمييز بين السن الطبيعي أو السن المركب، وفي هذه الحالة قد تدمر السيدة تلبيسات أسنانها، كما أضاف مختص أيضا أن هذه الخدمة السريعة والمتوفرة في الصالونات والتي لا تخضع لإشراف طبي، قد تشجع النساء على الإفراط في تبييض أسنانهن، وهذا قد يضاعف اصفرار الأسنان بشدة، أو قد يجعلها جافة فيما بعد.كما أكدت طبيبة بوسط المدينة أنها من بين زملائها الذين يرفضون تقديم خدمة تبييض الأسنان لزبائنهم، باعتبار أن لهذه الأخيرة مضار كثيرة على السن، كما أن التبييض ينجح في حالة الأسنان التي يكون لونها أبيض في الأصل، مشيرة في ذات السياق إلى أن تنظيف الأسنان وإزالة الترسبات كل ثلاثة أو 6 أشهر كفيل بمعالجة اصفرار الأسنان، وأشارت إلى أنه لا يسمح للممرضات المؤهلات وذوات الكفاءة في كثير من عيادات الأسنان الكبيرة والمعروفة بإجراء علاج التبييض لأي مريض، بل يجب أن يقوم الطبيب شخصيا بذلك حرصا على صحته.من جهتها، أكدت إحدى المريضات ممن التقيناهم بعيادة لطب الأسنان بعلي منجلي، أنها قصدت العيادة بعدما تعرضت أسنانها لفقدان لونها الطبيعي بسبب لجوئها إلى أحد المتاجر المختصة في بيع مواد التجميل بسيدي مبروك، حيث اقترح هذا الأخير عليها منتجا لتبيض الأسنان وبمبلغ 20 ألف دج، وهو المنتج المستورد الذي قام بتجريبه عليها وأعطى نتائج مبهرة في الساعات الأولى غير أنها ومع مرور الوقت بدأت تلاحظ تغيرا في لون أسنانها مقارنة بأول مرة تمت فيه تجربة المنتج.من جهة أخرى، زرنا عددا من الصيدليات لمحاولة معرفة المنتجات التي يتم استخدامها في تبييض الأسنان وهل الصيدليات مخولة لبيع هذه المنتجات لأي شخص يطلبها، حيث أجمع الصيادلة ممن سألناهم على أن مواد التبييض الموجودة لديهم تقتصر على معاجين الأسنان والتي يختلف ثمنها من نوع إلى آخر، مؤكدين أنهم لا يبيعون مواد أخرى خاصة بالتبييض والتي هي من مهام طبيب الأسنان.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)