الجزائر - A la une

احتفال "باهت" للجزائريين بمحرّم بسبب التقشف



احتفال
احتفل الجزائريون برأس السنة الهجرية، بشكل باهت وفي جولم تظهر فيه الكثير من التحضيرات، التي عادة ما تعودنا عليها في هذه المناسبات الدينية، في الاعوام السابقة، حيث صرح بعض المواطنين أن السبب راجع إلى ما يعيشه أغلب أفراد المجتمع من ظروف اقتصادية دفعتهم إلى التقشف في مصاريف البيت خاصة.وتزامن حلول السنة الهجرية الجديدة مع عيد الاضحى المبارك والدخول المدرسي، وهما المناسبتان اللتان أفرغتا جيوب الجزائريين. فيما ركز الكثير من الائمة والجمعيات الخيرية على ضرورة التمسك بهده المناسبة الدينية العظيمة وتعليمها للأجيال الصاعدة، حيث احتفلت امس العائلات الجزائرية، بأول ايام السنة الهجرية الجديدة 1439، وسط أجواء محتشمة، غلب عليها طابع التقشف. فيما تمسكت الكثير من العائلات بإحياء هذه المناسبة وإبداء مظاهر الفرح والسرور وتحيي العائلات مناسبة أول محرم بإعداد أطباق تقليدية تتنوع من منطقة إلى اخرى كما تحضر النساء العديد من الحلويات، متأملين في ذلك ان تحمل السنة الجديدة معها الخير والبركة.

محرم.. عطلة مدفوعة الأجر

أثار موعد أول ايام السنة الهجرية، الكثير من الجدل وسط الجزائريين وذلك بترقبهم لهذا اليوم، ودفع هذا الوضع إلى طرح التساؤلات حول مدى أهمية وقداسة هذا اليوم عند الجزائريين، فالكثير من الاشخاص ينظرون إلى يوم محرم على أنه عطلة مدفوعة الاجر لا أكثر، خاصة العمال منهم، بينما يركز البعض على الاحتفال بالسنة الميلادية وينفقون الكثير من المصاريف من أجل احيائها، بل إن الكثير منهم يسافرون إلى الخارج اسبوعا قبل حلول السنة الميلادية.
وفي السياق ذاته، يقول عمي محمد، الذي التقيناه في سوق شعبي "الأمر لا يتعلق بالإمكانيات المادية، بقدر ماهو عزيمة وتشبث بالدين، فالشباب نراهم يحضرون لقدوم السنة الميلادية ويحتفلون بها، وحتى بعض العائلات الجزائرية، فهي قضية مبدأ أكثر منها امكانات مادية".

جزائريون يتمسكون بالمناسبة ويعتبرونها "عيدا"

تقول الكثير من النساء اللواتي التقيناهن، أنهن لا يسغنين عن الاحتفال بهذه المناسبة، فرغم قلة الامكانيات يحرصن على إعداد بعض الحلويات الاقتصادية كالغرويش وحلوى الطابع، تضيف السيدة فتيحة "هذا اليوم يعتبر كعيد بالنسبة لنا، ومهما كانت الظروف فنحن نتفاءل به، ونحضر له ولو بإمكانياتنا البسيطة". أما خالتي حدة فقد كانت حريصة على شراء التمر الذي يعتبر مهما في هذا الاحتفال بالنسبة لسكان الجنوب، قائلة "اشتريت رطلا فقط من التمر، لغلاء ثمنه لكنه مهم جدا في عاداتنا، حيث نجتمع حوله في السهرة، ويأكل كل فرد حبة تمر، كما يدعو أن تكون السنة الجديدة حلوة مثل حبات التمر". أما محمد فقد نفى احتفال عائلته بهذه المناسبة "منذ اسبوع فقط اشترينا الادوات المدرسية لأبنائنا، نحن نحب الاحتفال بهذه المناسبات، لكن أصبحت الالتزامات كثيرة، خاصة إذا كانت العائلة كبيرة".

الشخشوخة والكسكسي يتربعان على عرش مائدة الجزائريين

وتحضر أغلب العائلات لهذا اليوم بإعداد طبق تقليدي، يجتمع من حوله افراد العائلة، على وجبة العشاء، وعادة يكون هذا الطبق هو الشخشوخة أو الكسكس أو الثريدة. بينما تفضل بعض العائلات، خاصة من ولايات الغرب الجزائري، مثل سعيدة وتلمسان الاحتفال بهذه المناسبة عن طريق إقامة ولائم وتوجيه الدعوة للأقارب والجيران، حيث يتصالح المتخاصمين على طاولة العشاء من أجل نزع الضغينة وتصالح الاقارب.
ويستمر الاحتفال بهذه المناسبة في السهرة، عن طريق إعداد بعض الحلويات والمكسرات، حيث يسهر افراد العائلة الكبيرة مجتمعين يتذكرون خصال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ويدعون من أجل دوام النعمة وزوال الهم.

تلاوة القرآن وحلقات الذكر تميز المناسبة

تختار بعض العائلات الاحتفال بهذه المناسبة الدينية، بتلاوة آيات من القرآن الكريم، وتلقين ابنائهم مفاهيم هذا اليوم وتاريخه ومكانته بالنسبة للمسلمين، حيث يضيف نبيل الذي له رأي في طريقة الاحتفال "يجب أن نعلم ابنائنا أن التقويم الهجري بدأ من هذا اليوم، ونذكرهم بهجرة نبينا من مكة إلى المدينة المنورة، ولكثير من الناس يجهلون اهمية هذا اليوم في السيرة النبوية وتاريخ الإسلام"، كما تقوم العديد من المساجد بهذه المناسبة، بإحياء حلقات الذكر ودروس دينية حول سيرة النبي وحياته وهجرته.

دليلة حميس رئيسة جمعية حواء النسوية: أقمنا 10 قصعات بهذه المناسبة لنعرف أطفالنا بمحرم

نظمت جمعية حواء النسوية نشاطا خاصا بالأطفال، يهدف إلى ترسيخ هذه المناسبة، في ذاكرة الجيل الصاعد، حيث قامت عضوات الجمعية بتحضير 10 قصعات، من الكسكس والشخشوخة، وضعت بالحديقة العمومية في مدينة الرويبة، وكل قصعة يلتف حولها 10اطفال، مع الحرص على دعاء الطعام، آملين أن يطرح الله البركة في الطعام.
وقالت دليلة حميس، رئيسة الجمعية ل" البلاد"، "لاحظنا برودا من طرف العائلات في الاحتفال بهذه المناسبات الدينية وحاولنا من خلال هذه المبادرة أن نزرع فكرة أهمية محرم في عقول الاطفال، فالكثير من العائلات لم تعد تتحدث عن المناسبة أمام أطفالها". كما قامت الجمعية بتنظيم زيارة لمصلحة الاطفال بمستشفى مصطفى باشا، حيث تم توزيع الحلويات والهدايا على الاطفال المرضى. وتضيف رئيسة الجمعية "نقدم شكرنا لمدير مديرية الشباب والرياضة كراش طارق ومسؤولة مديرية النشاط الاجتماعي صليحة معيوش، حيث نتلقى الدعم والتشجيع اللازم منهما، خاصة في مثل هذه المناسبات".
يذكر أن جمعية حواء ناشطة في المجال النسائي، وتهتم بالجوانب الثقافية والاجتماعية للمرأة الجزائرية، حيث دأبت منذ تأسيسها في 2012 على تكثيف النشاطات الخيرية والترفيهية والثقافية، من أجل إبراز الثقافة الجزائرية بكل مقوماتها.


رئيس نقابة الأئمة الجزائريين أحمد حجيمي: محرم فرصة للتصدق والزكاة

صرح أحمد حجيمي، رئيس نقابة الائمة الجزائريين، ل "البلاد"، أن مناسبة أول محرم تعتبر فرصة لإخراج الزكاة والتصدق على الفقراء والمساكين، وعن طريقة الاحتفال بهذه المناسبة يقول حجيمي "الاحتفال يكون بإظهار الفرح والسرور وبعض العادات التي لا تتنافى مع الدين الاسلامي، والتي تتعلق اساسا بشخصية الفرد الجزائري، فأول محرم هو بداية عام جديد نتذكر فيه ما مضى ونسعى لتحقيق السعادة في العام المقبل".
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)