الجزائر - A la une

استقطب أكثر من 15 ألف مصطاف الشاطئ الكبير بميناء الجميلة يحتضن تظاهرة «شاطئي النظيف»


استقطب أكثر من 15 ألف مصطاف الشاطئ الكبير بميناء الجميلة يحتضن تظاهرة «شاطئي النظيف»
شهد ميناء الجميلة مؤخرا جملة من التعديلات، جعلته يتحول إلى قبلة محببة لعدد كبير من المصطافين، قدر المعدل، حسب ياسمينة بن تشاكر نائب ببلدية عين البنيان، ب7 آلاف مصطاف يوميا، فيما يقفز العدد في نهاية الأسبوع إلى أكثر من 15 ألف مصطاف، «وهو ما جعلنا نفكر في خلق نشاط بيئي يستفيد منه المصطافون، حمل شعار «شاطئي النظيف» لحمل المصطاف على اكتساب ثقافة الحفاظ على الشواطئ بالمساهمة في تنظيفها»، تقول بن تشاكر.جاءت مبادرة «شاطئي النظيف» بعد أن تم اختيار ميناء الجميلة ممثلا في الشاطئ الكبير كواحد من الشواطئ النموذجية، و»نحن كسلطة محلية تقول ياسمينة رافقنا العملية لأنها تعود بالفائدة بالدرجة الأولى على رواد الميناء من سكان البلدية، لأننا لا نحتاج لتصدير مصطافينا إلى البلديات المجاورة»، وعموما فإن المصطاف الذي قصد شواطئ عين البنيان هذه السنة وجد راحته من خلال المرافق التي تم توفيرها، على غرار الحمامات، غرف تبديل الملابس، وخلق فضاءات مختلفة للأطفال، إلى جانب توزيع- من خلال بعض الورشات- مجموعة من المطويات التي تتناول مواضيع تخص البيئة، على غرار التنوع البيولوجي، النفايات وفرزها وكيفية حماية البيئة، هذه الأنشطة تشرف عليها الوكالات التابعة لوزارة البيئة ممثلة في المحافظة الوطنية للساحل، الوكالة الوطنية للنفايات، إلى جانب مساعدة بعض الجمعيات المحلية التي تنشط في إطار بيئي لترافق العملية، على غرار جمعية «المرجان للغوص المائي» التي تساهم في تنظيف أعماق البحر وجمعية «الحياة».

مشاركة عدة جهات لإنجاح المبادرة
يستمر مشروع «شاطئي النظيف» إلى نهاية أوت الجاري، ويطمح أصحاب المبادرة من خلاله إلى تزويد المصطاف بثقافة بيئية تنطلق من معرفته لكيفية فرز نفاياته عن طريق رميها في الحاوية المناسبة، ناهيك عن غرس روح المسؤولية بالمصطافين، بجعلهم يساهمون في تنظيف الشاطئ الذي اختاروه للاصطياف، تقول ياسمينة: «سيتم الشروع مباشرة في تقييم التجربة لمعرفة النتائج المسجلة والنقائص حتى يتم تداركها في السنة المقبلة، من خلال فتح دورات تكوينية يستفيد منها الشباب الراغب بالعمل في مثل هذه العمليات التحسيسية التي تمس تحديدا الشواطئ، إذ تتولى الوزارة تأطير الشباب، فيما تشرف البلدية على تأمين فضاءات التكوين».
وحول أهمية المبادرة، تحدثت «المساء» إلى سعيد سليماني نائب رئيس بلدية عين البنيان مكلف بالبيئة، النظافة والصحة، حيث قال؛ «فكرة النشاط الذي استفاد منه ميناء الجميلة، والذي حمل شعار «شاطئي النظيف» يعتبر تجربة أولى، وقد جاء بناء على توصيات وزارة البيئة التي ارتأت أن تطلق هذه التجربة ببعض الشواطئ النموذجية والدخول في تنافس لمعرفة أنظف شاطئ، بغرض خلق جو حماسي لتقديم الأفضل، وهذا بمساهمة كل من المحافظة الولائية للساحل، المركز الوطني لتكنولوجيات المنتوجات الخاصة بالنقاء والوكالة الوطنية للنفايات، عن طريق الخدمات المقدمة منذ بداية موسم الاصطياف من أجل الوصول إلى تحقيق هدف إعطاء وجه جديد للميناء والشواطئ الموجودة على مستوى عين البنيان، على غرار الشاطئ الاصطناعي، شاطئ البحر الأبيض المتوسط، شاطئ الشبيبة وشاطئ ليلو. «وقد تم اختيار الشاطئ الكبير أو شاطئ البحر الأبيض المتوسط ليكون هذه السنة الشاطئ النموذجي الذي نتمنى من خلال هذه المبادرة، جعله من أنظف الشواطئ وأريحها للمصطافين»، يقول المتحدث.
ولإنجاح التظاهرة، عملت السلطات المحلية على تهيئة العديد من المرافق التي كان يفتقدها الشاطئ النموذجي، ومنها؛ المراحيض، غرف تبديل الملابس وغرف الاستحمام، كما تم تنصيب جملة من الحاويات التي تم من خلالها تجسيد فكرة الفرز، ليتسنى للمصطاف اكتساب ثقافة التخلص من النفايات كل حسب نوعها.
من جملة الأهداف المسطرة من وراء إطلاق تجربة «شاطئي النظيف» العمل على امتصاص البطالة، فوزارة البيئة وظفت من وراء هذا المشروع 15 شابا للإشراف على تنظيف شواطئ عين البنيان، حيث يعمل هؤلاء أيضا على تحسيس المصطافين حول المشروع وإشراكهم في العملية.

شباب متطوعون لتحسيس المصطافين
كان من بين الوكالات التي تبنت العملية التحسيسية؛ المحافظة الوطنية للساحل، وعن دورها تحدثت «المساء» إلى مليكة باللملة، مهنسة في البيئة، حيث قالت: «عملنا يقوم على تحسيس وتوعية المصطافين من خلال مطويات يتولى مرافقونا من الشباب على توزيعها عن طريق الاحتكاك بالمصطافين، إذ يشرحون لهم ما تحويه المطوية بأسلوب بسيط لتحقيق غاية واحدة وهي إكساب المصطاف ثقافة العناية بالشاطئ».
وفي ردها على تساؤلاتنا حول مدى تجاوب المصطافين مع العملية، قالت؛ في الوقت الذي رحب فيه عدد كبير من المصطافين بهذه المبادرة، لاسيما أنها تهدف إلى حماية الشاطئ الذي ينعمون بالراحة فيه، إلا أن البعض الآخر ارتأى أن يغض الطرف عنها، تقول: «نحاول في كل مرة التعاطي مع الأشخاص الذين لا يتجاوبون معنا في تكرار المحاولة بجميع الطرق، حتى نقنعهم بأهمية المبادرة وضرورة مشاركتهم بها كمستفيدين من الشاطئ».
وعن طريقة العمل، أفادت محدثتنا أن عمل الوكالة يبدأ في الصباح الباكر، حيث يباشر المرافقون مهمة تنظيف الشواطئ، بينما يعكف فريق آخر على مهمة استقبال الوافدين على الجناح والرد على تساؤلاتهم، ويباشر آخرون عملية التحسيس بالاحتكاك مع المصطافين، إلى جانب خلق فضاء للأطفال ليتمكنوا من ممارسة بعض الهوايات، على غرار الرسم، ومن خلال الورشة يتم توعيتهم حول أهمية الحفاظ على الشاطئ نظيفا».
كان من بين المشاركين في مبادرة «شاطئي النظيف»؛ مديرية البيئة لولاية الجزائر ممثلة في إبراهيمي محمد عامر الذي قال: «عكفت الوزارة هذه السنة على اختيار بكل ولاية ساحلية من الوطن ثلاث شواطئ نموذجية، وكان من بينها؛ الشاطئ الكبير ببلدية عين البنيان، وبعد تغطية كل النقائص التي سجلت به، انطلقت التظاهرة التي تشارف على نهايتها، في انتظار تقييمها.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)