الجزائر - A la une

انخفاض عدد قتلى الأعمال الإرهابية منذ 2002



انخفاض عدد قتلى الأعمال الإرهابية منذ 2002
أكد مؤشر الإرهاب العالمي لسنة 2016، المنجز من قبل معهد الاقتصاد والسلام، أن الجزائر تعد من بين البلدان النادرة التي شهدت انخفاضا مستمرا في عدد القتلى في الأعمال الإرهابية منذ 2002، مصنفا إياها في المركز 49 من بين 163 بلدا، وذلك في تقريره المنشور الأسبوع الماضي بالعاصمة البريطانية لندن.وأوضحت الوثيقة أن «الجزائر سجلت تراجعا للنشاط الإرهابي بشكل كبير بفضل المجهودات المبذولة من طرف أجهزة الأمن (...)»، مضيفا أن الهجمات الإرهابية تراجعت بالجزائر بشكل معتبر، منتقلة من 55 عام 2007 إلى هجوم واحد فقط عام 2016.
وكان معهد الاقتصاد والسلام قد أشار في تقريره العام الماضي إلى أن الإرهاب عرف تراجعا واضحا بالجزائر التي خرجت من منطقة الخطر.
تقرير مؤشر الإرهاب جاء متطابقا مع التقارير الدولية التي أقرت بفعالية جهود قوات الأمن الجزائرية في التصدي للشبكات الإرهابية خلال السنوات الأخيرة، رغم الظروف الإقليمية الصعبة التي تعرفها المنطقة المغاربية ودول الساحل، مما يبرز كفاءتها وخبرتها المتميزة في تحصين حدودها الملتهبة بسبب الاضطرابات التي شهدتها دول الجوار على إثر ما سمي بالربيع العربي، فضلا عن إفرازاته على منطقة الساحل.
ففي شهر جويلية الماضي، أصدرت كتابة الدولة الأمريكية تقريرا حول مكافحة الإرهاب، تضمن تقييما إيجابيا لمجهودات الجزائر في مكافحة التطرف العنيف والإرهاب، مقرا في هذا السياق بنجاح الجزائر في مكافحة الظاهرة وتجفيف منابع تمويل الجماعات الإرهابية وشبكات الإجرام المنظم.
الجيش الجزائري قوة عسكرية ... على الاتحاد الأوروبي بناء شراكة معه
وذهب التقرير إلى وصف الجيش الجزائري بالقوة العسكرية، داعيا الاتحاد الأوروبي إلى بناء شراكة قوية معه لمكافحة الإرهاب، في حين أكد أن بلادنا التي تمتلك تاريخا طويلا من النضال ضد الإرهاب، تبقى شريكا مهما في مجابهة الظاهرة كونها تخصص موارد كبيرة من أجل الحفاظ على أمنها، فضلا عن التزامها الدبلوماسي من أجل ترقية السلم والأمن العالميين.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد الموقع الأمريكي «سيفر بريف» المختص في المسائل الأمنية العام الماضي، أن الجزائر تقف حاجزا أمام تمدد تنظيم «داعش» الإرهابي في منطقة شمال إفريقيا بفضل المستوى الأمني العالي الذي تتمتع به وقوة حكومتها، حيث يتجلى ذلك بالخصوص في نجاح أسلاكها الأمنية في إحباط العديد من المحاولات اليائسة لفلول إرهابية سعت لزرع الهلع في نفوس المواطنين في ظروف متفرقة.
من جانبه، صنف مركز الأبحاث الأمريكي «سوفان غروب» في تقريره الصادر شهر أكتوبر الماضي، الجزائريين ضمن أقل الجنسيات التحاقا بالتنظيم الإرهابي «داعش» مقارنة برعايا دول الجوار خاصة تونس والمغرب، مشيرا إلى وجود 170 عنصرا جزائريا يحملون جنسيات أوروبية ولم يسبق أن وطئت أقدامهم الجزائر، في حين أحصى في صفوفه 2962 تونسيا و1623 عنصرا من المغرب و600 ليبيا و600 مصريا.
وبذلك يبرز نجاح سياسة محاربة التجنيد والتطرف العنيف التي اتبعتها الحكومة الجزائرية، معتمدة في ذلك على وسائل عدة كالخطاب المسجدي والرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت أفضل ساحات التجنيد للجماعات الإرهابية، علاوة على جهودها لتأمين حدودها الشرقية مع ليبيا والجنوبية مع بلدان الساحل لاسيما أن اعتداء تقنتورين سنة 2013 كان بمثابة درس لقوات الأمن التي رفعت درجة يقظتها.
ورغم ذلك، لا تتردد الجزائر في كل مناسبة في التحذير من خطورة عودة المقاتلين المنهزمين في المعارك التي تدور رحاها في بلاد الشام إلى دول شمال إفريقيا، بالنظر إلى قدرة التنظيم في إعادة التشكل والتفرع لامتلاكه وسائل تكنولوجية متطورة.
وصف واشنطن للجزائر بالسد المنيع ضد الإرهاب في المنطقة، يؤكد الاعتراف بدورها المحوري في مجال تنسيق الجهود وفق نظرة شاملة، ترتكز على العمل الاستخباراتي بالدرجة الأولى، مما جعلها تتحول من مكافح وحيد للإرهاب إلى شريك وحليف دولي مهم في ظل تنامي تهديدات الآفة العابرة للحدود.
ولابد من التأكيد على أن تجربة الجزائر المريرة مع الإرهاب التي فاقت عقدا من الزمن أكسبتها خبرة في التصدي ومحاربة الجماعات الإرهابية وأساليب عملها في منطقة الساحل، من خلال إستراتيجية تعتمد على استهداف قياداتها وكسر قدرتها القتالية، مما جعلها محط اهتمام العديد من الشركاء.
على المستوى الدولي، أشار مؤشر 2016 إلى أن عدد القتلى في الأعمال الإرهابية قد تراجع بشكل ملحوظ في أربعة بلدان من بين الدول الخمسة الأكثر تضررا وهي سوريا وباكستان وأفغانستان ونيجيريا، مضيفا أن عام 2016 شهد ما مجموعه 25.673 قتيلا في أعمال إرهابية في 77 بلدا مقابل 65 عام 2015.
يذكر أن التقرير السنوي حول الإرهاب في العالم تم إنجازه منذ 5 سنوات من طرف مركز البحث الأسترالي معهد الاقتصاد والسلم، حيث يعتمد على معطيات يقدمها مركز البحث حول الإرهاب بجامعة ميريلاند الأمريكية.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)