الجزائر - A la une

حي الحياة بجسر قسنطينة... نقائص بالجملة والسلطات غائبة


حي الحياة بجسر قسنطينة... نقائص بالجملة والسلطات غائبة
يتخبط سكان حي الحياة ببلدية جسر قسنطينة في العاصمة في عدة مشاكل جعلت الحياة به صعبة، خاصة في ظل غياب التهيئة والمرافق العمومية، ورغم المراسلات العديدة التي بعث بها السكان للسلطات المحلية إلا أنها لم تجد آذانا صاغية ودائما مبررات السلطات المحلية تتمثل في انعدام الأوعية العقارية التي حالت دون تجسيد بعض المشاريع.السكان وفي حديثهم للجريدة، أكدوا أن منطقتهم لم تستفد من المشاريع التنموية منذ سنوات، ما جعلها تتخبط في عدة نقائص أثرت بشكل مباشر على الحياة اليومية للمواطنين الذين سئموا من الوضع الذي وصفوه ب " المزري" ، ورغم مناشدتهم العديدة للسلطات المحلية من أجل النظر في عن انشغالاتهم المرفوعة إلا أنهم لم يتلقوا سوى الوعود المؤجلة التحقيق.طرقات تغرق في مياه الأمطاروجد قاطنو الحي خلال الأيام الأخيرة التي عرفت تهاطل كميات كبيرة من الأمطار صعوبة في الدخول والخروج منه، جراء الحفر الكبيرة المنتشرة على طول الطرقات التي تحولت إلى برك مائية ومستنقعات يصعب اجتيازها، فضلا عن تسببها في حدوث أعطاب بالمركبات.وأرجع السكان سبب الحالة الكارثية التي تشهدها الطرقات بالحي إلى عدم استفادتها من التهيئة، ويضيف أحد السكان أنه حتى المسالك التي استفادت من التزفيت ظهرت بها العيوب بمجرد مرور أشهر على انتهاء الأشغال التي وصفها البعض من سكان الحي بالترقيعية.وقال سكان الحي أن اهتراء غالبية الطرقات خاصة الثانوية تسبب في عرقلة حركة السير التي تزداد سواءا في فصل الشتاء، مشيرين إلى أن الوضع أحسن في فصل الصيف.هذا وتطرق السكان إلى الوضعية التي تشهدها الأرصفة في بعض الأجزاء من الحي والتي تدهورت كثيرا خلال الفترة الأخيرة ما جعل بعض المواطنين يتفادون استعمالها ويفضلون المشي بالطريق إلى جنب المركبات.الحي يغرق في المياه القذرة والنفاياتيشتكي سكان المجمعات السكنية بحي الحياة في جسر قسنطينة من مشكل اهتراء قنوات الصرف الصحي وقدمها والتي باتت هاجسا يؤرقهم، في ظل صمت السلطات المحلية، رغم عديد المراسلات المرفوعة للجهات المعنية، لكن الوضع لا يزال على حاله، حيث شكلت المياه القذرة المتسربة بكافة الطرقات منظرا تشمئز له الأنظار، مشوهة بذلك صورة الأحياء، ونحن بالحي وبالضبط بالقرب من السوق كان الوضع كارثيا والمنظر يبعث على الاشمئزاز، أين تعرف الطريق تسربات للمياه القذرة على طولها، معرقلة بذلك عبور المارة، ناهيك عن قاصدي السوق الذين لا يجدون بديلا، وهو ما يحتم عليهم اجتياز تلك الأوساخ واستنشاق هواء ممزوج بالروائح الكريهة، حيث عبر السكان عن تخوفهم مما سيسفر عنه هذا الوضع خاصة الأمراض التي تصيبهم جراء انتشار الحشرات الضارة فهي لصيقة بالسلع المعروضة بالسوق والموجهة للاستهلاك.في السياق ذاته كان منظر النفايات المتكدسة والروائح الكريهة بحي "الحياة" أيضا يعبر عن الفوضى التي تعم المكان ويدفع ثمنها السكان، في انتظار تحرك جدي لحل المشكل.انتشار كبير للتجارة الفوضوية في غياب البديلرغم محاولات السلطات المحلية في القضاء على التجارة الفوضوية بحي الحياة طبقا لتعليمتي وزارة الداخلية والتجار، إلا أنها فشلت في ذلك أمام غياب بدائل أخرى منظمة، حيث عاد الباعة الفوضويين بقوة إلى شوارع وأرصفة حي الحياة عارضين مختلف السلع بأسعار مقعولة وسط محيط يفتقد لأدنى شروط النظافة، ورغم هذا يقبل عليها المواطنون لاقتناء مستلزماتهم في ظل غياب أسواق منظمة بالمنطقة ومحلات تجارية تلبي احتياجاتهم اليومية، من خضر وفواكه ومود استهلاكية أخرى.وأضاف السكان أن الباعة الفوضويون يتسببون في عدة مشاكل منها الأصوات العالية التي تصدر عنهم كل صباح لجلب الزبائن والتي أفقدت البعض راحتهم، خاصة الكبار في السن، إلى جانب ترك الباعة لبقايا السلع ومختلف النفايات مشوهة المحيط خصوصا وأن عمال النظافة يتأخرون في رفعها مما يؤدي إلى تراكمها.وحسب أحد سكان الحي في اتصاله بالجريدة، فإن الوضعية تتأزم في الأيام الممطرة، حيث تمتزج مخالفات التجار بمياه الأمطار ويؤدي إلى تعفنها وتشكلها في صورة مقززة بالنسبة للبعض.من جهتهم التجار الفوضويون أكدوا أن الأحياء التي تعرف كثافة سكانية كبيرة وكذا الشوارع الشعبية هي ملجأهم الوحيد، في ظل غياب الأسواق النظامية ومحلات الرئيس، وهي المشاريع التي لم ترى النور بعد بعدد كبير من بلديات العاصمة، ناهيك عن جاهزية البعض الآخر وعدم توزيعها أو فتحها من قبل مستفيديها.مركز ثقافي مهجوريتوفر حي الحياة على مركز ثقافي مهجور، حيث لا يقدم أي نشاطات للشباب القاطن بالحي، مما جعل غالبية شباب الحي يهجره وبقي المركز هيكل بدون روح، وقد رفع الشباب بالحي مطالب عديدة للسلطات المحلية من أجل إعادة الاعتبار له من خلال تهيئته وتجهيزه بالمعدات اللازمة وفتحه أمام الشباب، وكان أخرها الأسبوع الفارط، حيث راسل الشباب البلدية من أجل الاستجابة لمطلبهم المرفوع بخصوص تهيئة المرفق الذي يستفيد منه سكان الحي والأحياء المجاورة.وفي رد رئيس بلدية جسر قسنطينة حول انشغال الشباب، أكد أن المركز سيستفيد من أشغال التهيئة قريبا وسيتم تجهيزه ليفتح أبوابه في القريب.هذا ويفتقد الحي لكل المرافق الترفيهية كدور الشباب وفضاءات اللعب على غرار ملاعب كرة القدم، وقد نتج عن هذا النقص مظاهرا للبؤس التي كانت بادية على ملامح شباب الحي الذين حرموا من استغلال أوقات فراغهم وتنمية مواهبهم الإبداعية ومن أبسط الأمور التي قد توفر لهم ولو قسطا قليلا من الراحة والترويح عن النفس .وفي هذا الصدد، أوضح العديد من الشباب أنهم يقضون جل أوقاتهم في مقاهي للعب في ظل غياب بديل أفضل لكن الفئة الأكثر تضررا جراء انعدام المرافق الترفيهية هي شريحة الأطفال الذين لم يتمتّعوا دون شك بطفولتهم والذين يعانون من التهميش والحرمان ولملء أوقات فراغهم يعمدون إلى ممارسة كرة القدم في أماكن غير مهيأة لذلك كاللعب في وسط الطريق.سكان حي الحياة بجسر قسنطينة يعانون عدة مشاكل رغم الكثافة السكانية المعتبرة به، وهم يناشدون السلطات النظر في انشغالاتهم المرفوعة ومحاولة تجسيد أهم المرافق التي يحتاجون إليها في يومياتهم خاصة ما تعلق بجانب التهيئة والمرافق الترفيهية .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)