فلاحون يصرّون على سقي المحاصيل بمياه الصرف الصحي بباتنة؟!

حذر نشطاء في مجال الصحة والبيئة من استمرار ظاهرة سقي المحاصيل الزراعية بمياه الصرف الصحي المتراكمة بالوادي القادم من باتنة مرورا ببلدية فسديس وسهل المعذر وملال شمالا، ما بات يهدد بأوبئة وأمراض خطيرة على الصحة العمومية بسبب بيع تلك المحاصيل المسقية بماء العفن مثل السلطة والخس والنعناع وبعض الأعشاب التي تغسل وتسوق في أسواق مدينة باتنة وولايات مجاورة.وكشفت صور حديثة التقطها المصور الصحفي رشيد حماتو عن استمرار ظاهرة غرس المضخات الموصولة بأنابيب في جوف الوادي المليء بالفضلات البشرية وشفطها لاستعمالها في ري المحاصيل واسعة الاستهلاك في تحد صارخ لقرار السلطات بمنع هذه الطريقة وللحملات التي قامت بها مصالح الدرك عدة مرات وحجزت خلالها أنابيب ومضخات تستعمل في السقي الخطير لاعتقاد هؤلاء الفلاحين أن مياه الصرف الصحي تسهم بشكل كبير في إنماء المزروعات في وقت قياسي، غير أن الخطورة أبعد من ذلك بكثير بالنظر إلى أن عدة مصانع ومؤسسات صناعية منتشرة بالمنطقة الصناعية بحي كشيدة على ضفاف وادي الخروبي تطرح مواد كيماوية تستخدم في صناعة البطاريات والجلود والنسيج داخل الوادي الذي ظهرت به مواد ثقيلة مسرطنة حسب عينة سلطة عرضها الناشط رشيد حماتو بجهد شخصي على مخبر فرنسي خلال وجوده بفرنسا، أثبت وجود مواد ثقيلة مسببة للسرطان. ورغم عدم وجود دراسات قطعية حاسمة عن أسباب انتشار السرطان بكثافة على مستوى الولاية بتسجيل أكثر من 1000 حالة سنويا، فإن تفشي سرطان القولون لدى فئة الرجال يشكل شبهة لها علاقة بالمواد والمحاصيل التي يتم تناولها بشكل يومي. وطالب عدد من المهتمين بالصحة والبيئة باجتثاث هذه الظاهرة المقيتة من خلال تسليط عقوبات ردعية ضد هؤلاء الفلاحين، بالموازاة مع تمكينهم من موارد مائية ترفع الحجة غير المعقولة باللجوء إلى المياه المتعفنة وتطبيق القانون الذي يقضي بتجريف الأراضي التي تنتشر بها هذه المزروعات تجريفا كاملا مع تشديد العقوبات القصوى ضد المنتجين المتعجرفين، فيما يحتاج الوادي إلى مشروع محطة جديد يعالج المياه المتعفنة ذات المواد الثقيلة لمنعها من التسرب إلى المياه الجوفية وحماية الثروة الحيوانية مثل الأغنام والأبقار التي ترتوي هي أيضا من مياه تعج بالمواد الكيماوية الخطيرة من زيوت أسكاريل وبقايا الجيف والمواد الحديدية الصدئة.