الجزائر - A la une

قسنطينة تودّع هرم المالوف محمد الطاهر الفرقاني



قسنطينة تودّع هرم المالوف محمد الطاهر الفرقاني
شيّع القسنطينيون في أجواء حزينة، راضين بقضاء الله وقدره، أحد أهرامات الفن بالجزائر وبالوطن العربي إلى مثواه الأخير، وعزوا أنفسهم قبل أن يعزوا عائلة الفقيد الحاج محمد الطاهر الفرقاني، عميد المالوف وشيخ الفنانين، الذي غادر الحياة عشية يوم الأربعاء بأحد المستشفيات الفرنسية عن عمر ناهز 88 سنة بعد صراع مع المرض، وأجمع كل من عرف الشيخ الفرقاني أنّ الفقيد خسارة كبيرة للساحة الفنية الجزائرية، كما أثنوا على روحه المرحة، تواضعه وانضباطه في العمل، وارتدت قسنطينة الملايا السوداء في توديع آخر باياتها وجسرا من جسورها وناحت النسوة كما ناحت في رثاء بايها صالح، لتبكي من غنى للحب، للشوق وللوطن.حطّت الطائرة التابعة للقوات الجوية التي كانت تقل فقيد الساحة الفنية الجزائرية، الشيخ محمد الطاهر الفرقاني، في حدود الساعة العاشرة والربع بمطار «محمد بوضياف» الدولي، في رحلة مباشرة من باريس إلى قسنطينة، وكان رفقة الفقيد في رحلته إلى الجزائر، نجلاه سليم ومراد، وبعض أفراد العائلة، الذين أنهوا كلّ الإجراءات الإدارية الخاصة بالسفر ونقل النعش الذي كان يحمل جسد الراحل بعدما صعدت الروح إلى بارئها.استقبال رسمي للجثمانوكان في استقبال المرحوم وعائلته، السلطات الرسمية وعلى رأسهم الوزير الأول عبد المالك سلال الذي تنقل إلى قسنطينة رفقة وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، كما كان والي قسنطينة كمال عباس في استقبال الجثمان، رفقة رئيس الدائرة ورئيسا المجلس الشعبي الولائي والبلدي بقسنطينة وكذا مدير الثقافة.وصل عدد معتبر من عائلة المرحوم محمد الطاهر الفرقاني، إلى القاعة الشرفية بمطار «محمد بوضياف» الدولي، في حدود الساعة التاسعة والنصف، حيث أبى عدد من أفراد العائلة إلا التنقل من المنزل العائلي لاستقبال الجثمان بالمطار، وضمّ الوفد عددا من النساء، الرجال وحتى الأطفال من أحفاد الحاج، وكان على رأس الوفد نجل الراحل، رشيد الفرقاني الذي كان جدّ متأثرا برحيل والده، كما كان ضمن الوفد الموهبة الصاعدة عدلان الفرقاني الذي لم يتمالك هو الآخر نفسه، وعجز عن الحديث حتى للإعلاميين الذين كانوا متواجدين بالقاعة الشرفية للمطار، وبمجرد خروج النعش من الطائرة، انهمرت دموع الحاضرين وعلت أصوات البكاء بين أفراد العائلة الذين كانوا يقبلون العلم الجزائري الذي غطى النعش.حمل عناصر من أعوان الحماية المدينة، النعش الذي حمل جثمان المرحوم محمد الطاهر الفرقاني، حيث أنزلوه من الطائرة العسكرية وتوجهوا به على بعد أمتار من مدخل القاعة الشرفية من جهة نزول الطائرات، وكان أحد الأئمة في الانتظار، حيث دعا بالرحمة للفقيد والصبر لأهله قبل أن يرفع الجميع أكف الدعاء ويتلوا فاتحة الكتاب على روح الراحل، ليتم نقل النعش في سيارة إسعاف من المطار ضمن وفد رسمي، مباشرة نحو بيت عائلة الفرقاني بحي سيدي مبروك الأعلى، وكان في تنظيم حركة المرور مصالح الأمن بالتنسيق مع الدرك الوطني، الذين سهّلوا مرور الموكب نحو منزل المرحوم في وقت قصير، حيث وصلت الجنازة في حدود الساعة الحادية عشرة، ليتم إلقاء النظرة الأخيرة عليه لبعض الدقائق فقط بحضور الأهل والجيران، قبل أن يخرج الجثمان وسط التكبيرات والزغاريد.«مالك حداد» يحتضن النظرة الأخيرةحضر عدد كبير من العائلة الفنية وعشاق المالوف، إلى دار الثقافة «مالك حداد» لإلقاء النظرة الأخيرة على صاحب رائعة «قالوا صالح مات»، حيث تم وضع النعش وسط بهو دار الثقافة، والتف حوله عدد كبير من الحضور الذين رفعوا أيديهم بالدعاء لفنان قسنطينة، الذي كان أحسن سفير لأغنية المالوف وشرّف الجزائر في العديد من المحافل العالمية، طوال مسيرة فنية امتدت 70 سنة كانت للعطاء المتواصل دون كلل أو ملل، ليتم بعدها تحويل الجثمان في حدود منتصف النهار والنصف، مباشرة إلى مسجد «الأمير عبد القادر»، حيث أقيمت صلاة الجنازة على روح الفقيد، قبل أن يوارى الثرى بالمقبرة المركزية بوسط المدينة وسط حضور شعبي كبير.وتكفّل وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بإلقاء الكلمة التأبينية وسط حشد شعبي كبير، حضر ليشيع فقيد الساحة الفنية الجزائرية، حيث أثنى وزير الثقافة على خصال الرجل واصفا إياه بالهرم الشامخ في ساحة الفن الجزائري، وقال ميهوبي الذي تقدم بالتعزية إلى أهل المرحوم وإلى كل الشعب الجزائري، أنّ الفرقاني يعدّ رمزا من رموز الثقافة الجزائرية، والجزائر اليوم تودّع رجلا أبدع في الفن التراثي الأصيل،وأكد وزير الثقافة في كلمته أمام الحضور، أنّ محمد الطاهر الفرقاني، قضى أكثر من 70 عاما في خدمة الهوية الثقافية الفنية في الجزائر، مضيفا أن الفقد يعد مدرسة أسست لفن جزائري أصيل لا يمكن العثور عليه في منطقة أخرى، مضيفا أن الفرقاني يعد من جسور قسنطينة لأنه يجمع بين جيل تربى على الثقافة الأصيلة وجيل يتطلع للحفاظ على هذه الثقافة.واستحضر ميهوبي، الكلمة التي خص بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، الفقيد محمد الطاهر الفرقاني، خلال أحد التجمّعات بقسنطينة، عندما حياه من بين آلاف الحضور، وقال وقتها الرئيس «نرحّب بصديقي محمد الطاهر الفرقاني»، ليرد أحد الحاضرين «الفرقاني نتاعنا»، قبل أن يصحّح له رئيس الجمهورية قائلا بأنّ الفرقاني «نتاعكم ونتاعنا ونتاع كلّ الجزائريين».وقال ميهوبي في كلمته التأبينية، إنّ العزاء الوحيد للجزائر في هذا المصاب، هو التركة الفنية التي تركها الفقيد وراءه وبصمته التي خلّدها والتي ستكون منطلقا للفنانين الشباب للغوص فيها والنهم منها، معتبرا أنّ حضور أعيان قسنطينة لتوديع الراحل وكذا جيرانه وعلى رأسهم السيد عبد المالك سلال، ما هو إلا دليل على تعلق كل القسنطينيين بهذه القامة الشامخة في الفن.رشيد الفرقاني: «والدي أراد الرجوع إلى الجزائر وأوصاني خيرا بوالدتي»قال نجل الفقيد، إنّ الخبر وقع عليه كالصاعقة، وقال «منذ 3 أيام، كنت أتحدث في الهاتف مع والدي، كان قلقا من وضعيته وقال لي إنه يريد الرجوع إلى أرض الوطن، كما أوصاني خيرا بوالدتي، لم أكن أتوقع أنها آخر مكالمة ستكون لي مع المرحوم، بعد ساعات هاتفني أخي سليم وأخبرني بأنّ الوالد دخل في غيبوبة، ثم أعاد مكالمتي بعد ساعتين من المكالمة الأولى وطلب مني تحضير الأمور بقسنطينة، لأنّ الوالد قد فارق الحياة، كانت صدمة كبيرة، فقدنا أبا وصديقا، كنت دائما أنتظره في المطار على مدار سنوات، عندما يعود إلى أرض الوطن من رحلاته الفنية واليوم أجد نفسي أنتظر النعش الذي يحمل جثته».وأضاف أنّ والده ترك بصمته في فن المالوف وكان يفتخر بأنه أمضى 70 سنة في خدمة الفن الأصيل، حيث استطاع المزج بين الفن الشرقي والمالوف، وكان يعتبر أنّ مهمته هي إدخال الفرح على الناس كما كان يفتخر بطبعه للمالوف، وكان يقول له في هذه الدنيا لا يوجد إنسان يستطيع أن يخلف إنسانا آخر وكان دوما يعطي المثل برحيل عبد الوهاب، أم كلثوم وفريد الأطرش الذين رحلوا ولم يستطع أحد تعويضهم، وأشار «تعود بي الذاكرة في هذه الساعة إلى تواضع والدي، كنا نخرج لصيد السمك في واد زهور وبن رحال، وكنا نبيت في العراء بعيدا عن الفنادق الفخمة، والدي كان يفترش الأرض ويلتحف السماء..أظن أن الحاج محمد الطاهر الفرقاني غادرنا، لكنه سيبقى في قلوبنا إلى الأبد سواء كأبنائه أو حتى عند كلّ القسنطينين أو الجزائريين، أتمنى من كل من عرف الفرقاني الدعاء له بالرحمة والمغفرة».عدلان الفرقاني (حفيد الفقيد): «كان مدرسة وترك لي ثقلا كبيرا»تحدّثت «المساء» مع الحفيد المقرّب من الفقيد الحاج محمد الطاهر الذي كان يعتبره خليفته في فن «المالوف» عدلان الفرقاني، على هامش مراسم جنازته أمس بقسنطينة، حيث أكد والدموع تغلبه، أنّ الجزائر والوطن العربي ككلّ، فقد قيمة فنية كبيرة بصوته والموروث الثقافي الكبير الذي تركه للأجيال القادمة.عميد أغنية «المالوف» القسنطيني - حسبه - كان بمثابة المدرسة الكبيرة، والقلب الذي احتضن جميع الفنانين الموهوبين وكلّ الذين كانوا يأملون في مستقبل فني أصيل أفضل ليس له كحفيد أو لأفراد عائلته فقط، مؤكّدا أنّ الراحل حمّله قبل وفاته ومنذ سنوات، ثقلا كبيرة ومسؤولية أكبر منه كشاب في أغنية «المالوف» والفن القسنطيني الأصيل، بما أنّه كان يعتبره بمثابة خليفته ووريثه الشرعي فيما تركه من فن، خاصة أنه قام بتعليمه مبادئ الغناء والتعلّم على مختلف الآلات الموسيقية اللازمة.وأكّد محدثنا أنّ الراحل شجّعه كثيرا على المشاركة في برنامج مواهب الغناء العربي «آراب أيدول» في طبعته الخاصة هذه السنة، مشيرا إلى أنّ الجنازة الرسمية التي خُصّصت له تؤكّد قيمته الكبيرة في بلده، والتي تجعلهم كأفراد عائلته، يفتخرون به كثيرا بما قدمه وتركه لهذا الوطن.كمال مداني (جار الفقيد ورئيس الموك السابق): الجزائر فقدت عملاقاأبى كمال مداني الفنان والرئيس السابق لنادي مولودية قسنطينة الذي كان يعشقه الفقيد إلاّ أن يتحدّث عن جاره عميد أغنية «المالوف» الحاج محمد الطاهر الفرقاني، سويعات قبل أن يوارى التراب بالمقبرة المركزية بقسنطينة، حيث قال «لا يمكنني أن أعطي للراحل حقه مهما قلت عنه، فقد فقدنا عملاقا كبيرا في العالم وليس في قسنطينة، الجزائر أو الوطن العربي فقط، فلا يمكنك أن تتحدّث عن الفن في الجزائر، التراث والأصالة دون أن تتحدّث عن الحاج محمد الطاهر الفرقاني، أنا شخصيا عرفت الشخص والفنان، فالمنزل الذي تربيت فيه والذي لا أزال أقطن فيه لحد الآن حائطه يلامس حائط الحاج، فقد تربينا بمنزله وأبناؤه تربوا بمنزلنا وكنا بمثابة عائلة واحدة، كبرنا على فنه وعشناه معه لحظة بلحظة، فقد كان بمثابة الأب والأخ والصديق والجار المثالي لنا، رغم فارق السن بيننا، فقد كان صاحب واجب ومواقفه كثيرة مع الجميع، الآن لا يسعنا سوى أن نترحم على الفقيد والدعاء له ليكون من أهل الجنة».... الجزائر ومولودية قسنطينة دائما وأبداككلّ الجزائريين، كانت للراحل الحاج محمد الطاهر الفرقاني قصة عشق، حب، وغرام مع الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص، فقد كانت مشاعره تثار عندما يتعلّق الأمر بالألوان الوطنية، وتمثيلها في المحافل الدولية، فلا يمكن أن تتخيّل الحاج وهو يضيّع متابعة مقابلات وأخبار المنتخبات بمختلف رياضاتها ونخص بالذكر كرة القدم.الرجل كان يعيش كلّ مقابلات المنتخب الجزائري على الأعصاب وبوطنية لا تقلّ شأنا عن 40 مليون جزائري في اللقاءات التصفوية، الكؤوس الإفريقية أو في كأس العالم...فكان أحد أكبر النوادي الجزائرية تاريخا وعراقة ويتعلّق الأمر بمولودية قسنطينة بتسمياتها المختلفة بمثابة الأقرب إلى قلبه محليا، والتي كان يعشقها حتى النخاع، فلم يخرج عن التقاليد في معايشة أخبارها، نتائج مواسمها بكل جوارحه وتأكيد حبه لها في الكثير من المرات، كيف وهي العزيزة على قلبه والتي أسّسها العلامة الشيخ عبد الحميد ابن باديس، لكن هذا لم يمنعه من تشجيع وإظهار حبه لكل النوادي الجزائرية وتشجيع كل ما هو جميل، كما أنه لطالما تحدث عن دعمه للروح الرياضية في كل الرياضات والتخصصات.قالوا عن الراحل:ذيب العياشي: «فقدنا أسدا من أسود الجزائر»أظن أننا افتقدنا اليوم شخصية فنية بارزة ولا أراه إلا كالأسد، هو رجل عرفناه متواضعا رغم وزنه الفني الكبير، عزاؤنا هو في الإرث الذي خلفه وراءه ويجب علينا نحن كفنانين وكأسرة فنية، المحافظة على هذا الإرث وعدم إهماله ونقله إلى الجيل الصاعد، هذه أمانة من الجيل السابق ويجب المحافظة عليها، الحاج إنسان طيب وقلبه أبيض، نتمنى له ولكل شيوخنا الرحمة والمغفرة وأن يسكنه الله فسيح جنانه.نور الدين بشكري: «الحاج حفر اسمه في تاريخ المالوف»إنا لله وإنا إليه راجعون، من يذكر الحاج محمد الطاهر الفرقاني، يذكر قسنطينة، يذكر الجزائر والفن الأصيل، يذكر المالوف، الحاج حفر اسمه في تاريخ الفن الجزائري وترك اسمه خالدا في سماء الموسيقى الأندلسية، كان إنسان محترف بأتم معنى الكلمة وعلّم العديد من الأجيال وساهم في نشر هذا الفن عبر العديد من الجمعيات، نطلب له المغفرة وأن يقوم من تركهم وراءه بالواجب.زين الدين بوشعالة: «الفرقاني عاش كفنان والفنان ملك للشعب»لا أستطيع الحديث عن الحاج وأنا أمضيت كل صغري معه، هو إنسان وطني ومتواضع ترعر في محيط الصوفية وجده محمد الفرقاني كان من أشراف العائلة الصوفية، كما كان يميل إلى العيساوة.. رحيله ليس خسارة لقسنطينة فقط وإنما للجزائر بأكملها، كان دائما يوصيني بالمحافظة على التراث، وعلى المثابرة والإنضباط، هو إنسان بسيط وهذا هو الفنان الحقيقي الذي يكون دوما رزقا للشعب، آخر كلام بيني وبينه قال لي إنه يحس بالفراق فبكى وبكيت، نطلب من الله أن يرحمه وأن يحمي هذا البلد من كل الشرور ويرحم الشهداء الأبرار.عنتر هلال: «الفرقاني رحل بحرقة في قلبه»محمد الطاهر الفرقاني قامة من قامات الفن الأصيل، نتمنى من الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته، المرحوم غادرنا بحرقة في قلبه وكنا نتمنى أن نزوره كفنانين في المستشفى لكننا لم نتمكن من ذلك بسبب مشاكل التأشيرة وغلاء التذكرة، زيارة المريض ترفع كثيرا من معنوياته والفنان حساس كثيرا وأظن أن زيارة أي فنان أثناء مرضه، يرفع له كثيرا من معنوياته، هناك العديد من الفنانين الذين يرقدون الآن في المستشفيات ولا يجدون من يزورهم، زميلانا رشيد زيغمي يرقد في المستشفى ونتمنى من وزارة التضامن أن تتدخل لتسهيل زيارة أصدقائه وأقاربه.حمدي بناني: «الشيخ مشهور بروحه المرحة وعلاقتنا امتدت لأكثر من 60 سنة»ودعنا اليوم رمزا من رموز الفن الجزائري، أظن أن الفنان لا يموت بل يبقى في القلوب، الفرقاني أعطى الكثير للفن الجزائري وخاصة المالوف، سجل العديد من الأعمال وترك كنزا للجيل الصاعد، المالوف لفضله وبفضل فنانين آخرين لن يموت، أذكر الروح المرحة للشيخ الفرقاني، عشنا أياما جملية ولي ذكريات جميلة معه منذ 1956، أذكر سنة 1961 عندما زارني في عنابة خرجنا في قارب إلى البحر وكان البحر جد هادئ، لم يتمالك الشيخ نفسه فقدم استخبار قبل أن يقفز من القارب في البحر للسباحة، مثلنا الجزائر في العديد من المناسبات، أذكر أيضا عندما كنا في الطائرة متجهين إلى السنيغال، كانت اضطرابات في الطائرة وكان الجميع يخشى سقوط الطائرة لكننا بددنا الخوف بالغناء.. افتخر أن الحاج الفرقاني كان من شهود عقد قراني، كما نشط لي حفل السبوع وحفلات ازدياد أبنائي.بلعيد عبد العزيز، رئيس حزب المستقبل: «أتمنى أن يسير الشباب على منهج الحاج»جئنا إلى قسنطينة من أجل تعزية العائلة الصغيرة للمرحوم الشيخ محمد الطاهر الفرقاني، كما نعزي العائلة الكبيرة وهي العائلة الفنية التي فقدت زعيم كبير في مسرح الثقافة الجزائرية، قسنطينة والجزائر فقدتا أحد عمالقة الفن، عرفت المرحوم عن قرب وجلست آخر مرة معه خلال احتفالات عاصمة الثقافة العربية وفي الحفلة التي خصصت للراحلة وردة.أظن أن الفرقاني ترك بصماته الفنية الخالدة، ونتمنى من الشباب أن يسيروا على نهجه وأن يقتدوا به ويتمسكوا بالفن الأصيل الذي تعب في تحصيله والحفاظ عليه كما نفض الغبار عن العديد من الأعمال القديمة.المخرج محمد حازورلي: «على الفنانين الوقوف وقفة تقدير لهذا العملاق»هو يوم مؤلم لقسنطينة والجزائر ككل، أطلب من الفنانين في الجزائر وحتى الفنانين العرب الوقوف وقفة خشوع، احترام وتقديرا لهذا العملاق، الفرقاني ترك وراءه إنتاج سيتكلم عنه طويلا، الحاج زرع في قسنطينة، الشرق وكامل التراب الجزائري هذه البذرة الطيبة للفن الأصيل، هو ذهب لكن أعماله ستبقى تتحدث عنه، ولا يسعنا في هذا المقام إلا الدعاء له بالرحمة، وشخصيا يكفيني فخرا أن أضع في سجل أعمالي اسم هذا العملاق.عادل مغواش، فنان مالوف: «فنان قدير زرع فينا حب المالوف وقسنطينة»نحن جد حزنيين بهذه الفاجعة التي ألمت بقسنطينة وبالجزائر، أعزي أسرة المرحوم ومن ورائهم الأسرة الفنية القسنطينية، تعلمنا كثيرا على مدرسة الحاج الفرقاني بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لقد غرس في قلبنا حب هذا النوع من الفن وحب هذه المدينة، وغرس فينا روح المثابرة والجد والاجتهاد في سبيل تقديم عمل محترم للجمهور، استفدنا من تجربته الكبيرة وأخذنا عليه طريقة تعامله مع الجمهور ومع الآلات ومع الفنانين، أقرب أغنية لقلبي من أغاني المرحوم هي «يا ناس ما تعذروني».الفنان عبد الرحيم فرقاتي:« الفقيد بمثابة أب لفناني المالوف»الأسرة الفنية بقسنطينة تعيش أجواء جد حزينة وهي تعزي نفسها، عند وصول جنازة الراحل، كنا كلنا بمثابة أبنائه وكنا كفرد واحد، حتى أن هناك بعض الفنانين من كانوا أقرب إلى صندوق الفقيد من أبنائه، شخصيا تربطني علاقة طيبة بالمرحوم الحاج محمد الطاهر الفرقاني خاصة أنه يشبه كثيرا في ملامحه المرحوم والدي رحمة الله عليه، أشعر بأنني فقدت والدي مرة ثانية، هو كان بمثابة أب لكل الفنانين بقسنطينة خاصة في مجال المالوف، يكفينا فخرا أن أجدادنا وآباءنا عاشوا قصص حبهم على أنغام الراحل، هو يعد بمثابة عبد الحلم، عبد الوهاب وفريد الأطرش بالنسبة للجزائريين.زهية بن عروس: الفرقاني شاركني أفراحي وأقل شيء أن أتنقل لتوديعهعبرت الإعلامية السابقة وعضو مجلس الأمة، السيدة زهية بن عروس عن حزنها العميق، لرحيل الشيخ محمد الطاهر الفرقاني، حيث تحدثت ل«المساء» والدموع تنهمر من عينيها، معتبرة أن حضورها إلى قسنطينة لتشيع جنازة فقيد الساحة الفنية، ما هو إلا شيء بسيط تجاه العلاقة الوطيدة التي تربطها بشيخ المالوف، وقالت إن الراحل محمد الطاهر الفرقاني، صديق عائلتها وأحيا شخصيا عرس ابنتها وكان حاضرا دوما في أفراح العائلة، مضيفة أن الجزائر تعزي نفسها في فقدان أحد أهرامها وعميد مدرسة المالوف.وأكدت السيدة زهية بن عروس، أن الفرقاني مات جسديا، لكن روحه، اسمه وفنه ومدرسته، تبقى قائمة من خلال أبنائه وأحفاده، مضيفة أن أفعال الفرقاني الطيبة ستشفع له عند بارئه. وتحدثت عن المعاناة التي تعيشها فئة الفنانين رغم تحسن الظروف في الوقت الحالي مقارنة بسنوات العشرية السوداء.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)