الجزائر - A la une

ولاية قسنطينة أشرفت على هدم حوالي 122 كوخا


ولاية قسنطينة أشرفت على هدم حوالي 122 كوخا
دخولها كان محظورا و لحوم سامة خرجت منهاأزالت، صبيحة أمس الثلاثاء، السلطات الولائية بقسنطينة أكبر تجمع للمذابح غير الشرعية على مستوى حي الإخوة عباس، و هدمت عشرات الأكواخ القصديرية التي كان يستعملها أصحابها لممارسة هذا النشاط منذ سنوات، في عملية مكنت من إنهاء إمبراطورية بيع اللحوم غير المراقبة التي تبيّن أن كميات منها سامة و وُجهت إلى مختلف أسواق الولاية.و استفاق سكان حي الإخوة عباس المعروف محليا بوادي الحد، حوالي الساعة الخامسة و النصف من فجر يوم أمس الثلاثاء، على صوت آليات الهدم و جرافات بلدية قسنطينة و المؤسسات التابعة لها و على خطوات مئات العمال وسط تعزيزات أمنية غير مسبوقة، من أجل تأمين أوّل و أكبر عملية لهدم حوالي 122 كوخا يستغلها أصحابها كمذابح غير شرعية، بمحاذاة مجرى الوادي و بالضبط خلف عمارات المتعاونين الأجانب سابقا، و هو المكان الذي كان يحظر دخوله على أعوان الرقابة بمديريتي الفلاحة و التجارة، أو أعوان مكتب النظافة بالبلديات و حتى المواطنين العاديين الذين لا يقطنون هناك.و استهلت العملية التي أشرف على تنفيذها الأمين العام للولاية، و مديري الفلاحة و التجارة، إلى جانب مسؤول المندوبية البلدية سيدي مبروك و مدراء كامل المؤسسات البلدية و الولائية، حوالي الساعة الخامسة و النصف صباحا، عندما داهمت قوات الشرطة في بادئ الأمر المذابح غير الشرعية و قامت بطرد أصحابها و كامل العمال، حيث تمت عملية الإخلاء بطريقة سلسة و من دون تسجيل أي مقاومة أو حوادث، حيث ساعد عامل المفاجأة إلى جانب تواجد السلطات، في عدم ترك فرصة لأصحاب هذه «الإمبراطوريات» بمباشرة عملية الذبح و إغراق السوق المحلية بقناطير من اللحوم غير المراقبة و المصابة بأمراض خطيرة، قد تسبب مشاكل صحية للمستهلكين.و لم يدم الوقت طويلا حتى باشر عمال البلدية في إخراج ما تحتويه هذه المذابح من معدات، كطاولات و ثلاجات بعضها قديم و لا يمنح درجة برودة كافية لحفظ اللحوم، إضافة إلى دلاء تستعمل في نقل اللحوم و مستلزمات أخرى، قبل إعطاء الضوء الأخضر للآليات الصغيرة بهدم الأكواخ و تسويتها أرضا، و مع مرور الوقت، تم فسح المجال أكثر لتوغل الآليات الكبرى و المزنجرات لمباشرة مهامها و التوغل في العمق وصولا إلى حافة مجرى الوادي، ليتجاوز عدد البنايات المهدمة لأكثر من عشرين في حدود الثامنة صباحا.و مع مرور الساعات الأولى للصباح اصطدم المشرفون على عملية الهدم بتواجد بعض السكان و العائلات داخل بعض المذابح، و زعمهم أنها مساكن يقطنونها منذ فترة طويلة، كما أوهموا أعوان الأمن أنهم لا يملكون منازل أخرى غيرها، غير أن عمليات المسح التي أجريت سابقا و المعلومات التي يحوزها المسؤولون، أكدت أن كامل الأكواخ المشيدة بالقرب من مجرى الوادي عبارة عن مذابح غير شرعية و اسطبلات،وقد تمت عملية إخلائها بسرعة و هدمها بحزم شديد، و هو ما وقفت عليه النصر في أكثر من حالة، و تواصلت بعدها العملية وصولا إلى الأكواخ الملاصقة للمنازل. النصر و خلال تواجدها بموقع الهدم وقفت على كارثة صحية فوق العادة، صنعها موالون و تجار حوّلوا المكان مع مرور الزمن إلى بؤرة تحضر فيها جميع الأمراض وتغيب عنها النظافة و الصحة، وقد أتيحت لنا الفرصة لدخول أحد الإسطبلات قبل هدمه، وهو عبارة عن بناية سقفها مكون من الصفيح، و لها باب كبير بعرض يقارب ثلاثة أمتار يسمح بإدخال الأبقار بسهولة، أما من الداخل فقد قسمت المساحة إلى ثلاثة أجزاء، يستغل اثنان منهم في وضع الماشية، أما القسم الثالث فيستخدم في عملية الذبح، و قد لاحظنا غيابا كليا لشروط النظافة، وانتشارا رهيبا لفضلات الحيوانات وبقايا أكلها، مع انبعاث روائح كريهة أجبرت البعض على ارتداء أقنعة كما كانت هناك المعدات التي يستعملها العمال في عملية الذبح. وقد لاقت العملية استحسان الكثير من سكان حي الإخوة عباس، كونها خلصتهم من مشكلة كبيرة عانوا منها لسنوات طويلة، خاصة مع الانتشار الكبير للأمراض بسبب تعمد بعض أصحاب المذابح ذبح ماشية «جيفة»، و إغراق مجرى الوادي ببقايا الحيوانات و هياكلها، ما تسبب في تفاقم مشكلة النظافة التي يعاني منها الحي في الأصل، جراء غياب مشاريع التهيئة، كما كشف بعض سكان وادي الحد أن العديد من أصحاب المذابح غير الشرعية انتقل للعيش بالمدينة الجديدة علي منجلي، غير أنه لا يزال يمارس نشاطه بالحي، كما أن الكثيرين منهم يحوزون على وصولات الاستفادة المسبقة من السكن الاجتماعي. و صرح الأمين العام لولاية قسنطينة، خلال إشرافه على عملية هدم المذابح و الإسطبلات غير الشرعية بحي واد الحد، أن العملية جاءت كتتمة لما تم القيام به خلال الأسبوع الفارط، مؤكدا للنصر أن الهدف منها بالدرجة الأولى هو الحفاظ على صحة المواطن و التخلص من هذه البؤرة الخطيرة، كما أوضح أن هذا التجمع الذي يضم عددا كبيرا من المذابح و الإسطبلات و البنايات المشيدة بطريقة فوضوية، يُعدّ مصدرا لجزء كبير من اللحوم التي توجه للاستهلاك على موائد القسنطينيين، مضيفا أن الدولة قررت القضاء عليها و هو ما تم تنفيذه.للإشارة فإن ولاية قسنطينة كانت قد أشرفت الأسبوع الماضي على عملية مداهمة للمكان و حجز ما يعادل 680 كلغ من اللحوم التي كانت موجهة للأسواق، كما عُثر على بقايا و أحشاء بقرة مصابة بداء السل، مع توقيف خمسة أشخاص و تحويلهم على العدالة، علما أن جريدة النصر كانت سباقة لنشر موضوع حول المذابح غير الشرعية بحي الإخوة عباس، منذ أكثر من ثلاث سنوات و استطاعت تسليط الضوء على ما يقوم به أصحابها، من خلال إغراقهم السوق بلحوم تذبح بطرق مشبوهة و بأماكن لا تتوفر على أدنى شروط النظافة و الصحة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)