الجزائر - A la une

تعبر من خلالها عن وفائها لحياة الأجداد تشكيلية جزائرية تحوِّل الحجارة الصماء إلى لوحات فنية ناطقة




تعبر من خلالها عن وفائها لحياة الأجداد تشكيلية جزائرية تحوِّل الحجارة الصماء إلى لوحات فنية ناطقة
أقامت الفنانة الجزائرية نريمان سعدات مؤخراً معرضاً فنياً بالجزائر العاصمة عرضت فيه مجموعة من إبداعاتها التشكيلية طيلة السنوات الثلاث الأخيرة. وكان يمكن أن يمرّ المعرض دون أن يلفت انتباه الكثيرين أو يكترثوا له على غرار عشرات المعارض التشكيلية التي يقيمها فنانون تشكيليون جزائريون، محترفون وهواة، لولا أن هذا المعرض جاء مميزاً، بعد أن لجأت الفنانة سعدات إلى تفجير موهبتها التشكيلية من خلال الرسم على الحجر فقط، بدل الرسم على الورق والخشب والحرير وغيره كما يفعل الفنانون التشكيليون عادة.

حياة الأجداد

ضمّ المعرض 36 لوحة مختلفة الأحجام والأشكال، ضمنتها الفنانة سعدات مجموعة من القطع الحجرية الصغيرة التي تجاوزت المائة، إذ تضم كل لوحة ما بين قطعة واحدة إلى أربع، مثبتة على جدار اللوحة أو على أرضيتها بغراء متين، وهي محاطة أحياناً برسوم إضافية وأشكال مختلفة تزيد الرسوم على الحجارة جمالاً وألقاً وتعطي لها معان إضافية.

وتطرقت سعدات في هذه الرسوم الصغيرة إلى حياة سكان “التاسيلي” بالصحراء الجزائرية الذين استوطنوا الجزائر منذ قرون طويلة وخلفوا وراءهم رسوماً ونقوشاً عملاقة على صخور المنطقة، أبدعوها منذ نحو 9 آلاف سنة، وهي تستقطب سنوياً آلاف السياح الأجانب وعلماء الآثار المهتمين بالعصرين الحجريين القديم والحديث (ما بين 9 آلاف و6 آلاف سنة قبل الميلاد).
وتتطرق سعدات في رسومها على الحجارة إلى نمط حياة سكان المنطقة آنذاك وعاداتهم ورحلات صيدهم حيث كانوا يعتمدون آنذاك على الصيد وقطف الثمار واستئناس الحيوانات، وطعّمتها برموز أمازيغية “احتراماً لذاكرة هؤلاء الأجداد” الذين كانوا أول من يخلّد حروف “تيفيناغ” التي تكتب بها الأمازيغية برسمها على الصخور العملاقة منذ نحو 9 آلاف سنة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)